رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

لا نزال نؤكد أن العملية العسكرية «سيناء 2018».. تحمل بُعدًا دوليًا أعمق بكثير من كونها حربًا شاملةً تستهدف القضاء على عصابات الإرهاب في شمال ووسط سيناء.. وهذا لا يعني مطلقًا التقليل من أهمية هذا الهدف باعتباره هدفًا استراتيجيًا.. طال انتظارنا لتحقيقه.

•• هذا البُعد الدولي

يمكن استشعاره بسهولة من خلال تحليل مضمون البيانات المتتالية التي تصدرها القيادة العامة للقوات المسلحة حول «سيناء 2018».. وخصوصًا ما تتضمنه هذه البيانات من معلومات حول المناورات التي تجريها البحرية المصرية في منطقة شرق البحر المتوسط.. ثم أخيرًا البيان العسكري الذي صدر أمس الأول، متضمنًا الإعلان بصراحة وبشكل مباشر عن أن القوات البحرية المصرية تتواجد في هذه المنطقة بشكل كثيف لحماية وتأمين الحدود.. وبشكل خاص تأمين حقل «ظُهر» للغاز الطبيعي وغيره من المنشآت البترولية.. واستعداد القوات البحرية بكامل قوتها وبما في ذلك حاملة الطائرات «ميسترال» للتصدي لأي تهديدات «خارجية» أو نشاطات عدوانية ضد هذه المنشآت.

•• من الذي يهدد «ظُهر»؟

تلك هي المسألة.. والإجابة المباشرة هي: تركيا.

تركيا التي أطلقت سفنها الحربية لتعربد في مياه شرق المتوسط.. وتنتهك المياه الإقليمية لدولتي قبرص واليونان اللتين تشاركان مصر انتاج الغاز من هذه المنطقة وفق اتفاقية ترسيم الحدود المشتركة بين الدول الثلاث.. والتي أعلن الرئيس التركي «أردوغان» عدم اعترافه بها في إجراء استفزازي خطير قد يرقى الى مستوى «إعلان الحرب» ضد هذه الدول.

يرتبط بذلك أيضًا «الهجمة الإعلامية» الشرسة وحملة التشويه والتضليل التي صاحبت الإعلان عن صفقة الـ15 مليار دولار التي عقدتها إحدى الشركات الخاصة المصرية.. لاستقبال الغاز الطبيعي الإسرائيلي لمدة 10 سنوات لتسييله وإعادة تصديره.. بما يَدُر عائدًا ماليًا كبيرًا على الدولة التي تمتلك (بمساهمات أجنبية) البُنية الصناعية اللازمة لهذه «الإسالة».

فمن الذي يقود هذه «الهجمة الإعلامية»؟.. إنها قنوات الخيانة والفتنة التي تبث إرسالها وسمومها.. من تركيا أيضًا.

•• ولماذا يفعل الأتراك ذلك؟

تأمل ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، في أول تعليق له على «صفقة الغاز الإسرائيلي».. وتحديدًا ما قاله عن أن الغاز الاسرائيلي كان سيذهب لإجراء عملية الإسالة إما لقبرص أو اليونان أو تركيا أو مصر.. وأن نجاح الشركة المصرية في اقتناص هذه الصفقة هو «جول» أحرزته مصر.. ويأتي محققًا- ولأول مرة- للاستراتيجية التي تعمل الدولة من أجلها منذ 4 سنوات.. وهي أن تتحول الى «مركز إقليمي» لصناعة الغاز الطبيعي.. وهو ما يسحب البساط من تحت أقدام الأتراك أصحاب «المرمى» الذي أحرزت مصر فيه «الجول» الذي تحدث عنه الرئيس «السيسي».

•• المسألة إذن هي:

إن الأتراك أصابهم الجنون بعد أن استطاعت مصر تغيير معادلة الطاقة فى منطقة شرق البحر المتوسط.. مرة بإعلانها بدء انتاج حقل «ظُهر».. ومرة أخرى بسبب نجاح مصر في خطط التحول الى صناعة «تسييل الغاز» والتي ستحرم أنقرة ـ بحسب تقارير دولية ـ من نصيب كبير في هذه الصناعة.

ولذلك.. فإن نفس هذه التقارير تتحدث عن أن تركيا حولت منطقة مياه شرق البحر المتوسط الى ساحة معركة حقيقية مرتبطة بمصادر الطاقة.. وليست مرتبطة فقط بالصراع على مناطق النفوذ السياسي.

•• وهذه المعركة هي التي كُتِبَ على مصر أن تخوضها الآن مُرغمة دفاعًا عن سيادتها ونفوذها وثرواتها ومصالحها الاقتصادية والاستراتيجية.. وهذا هو «البُعد الدولي» للعملية «سيناء 2018» الذي نتحدث عنه.