عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

الروح ذكرت في القرآن 23 مرة، وجاءت فى ثمانية معانٍ، منها: الراحة «الواقعة 89»، والنصر «المجادلة 22»، الوحي «النحل 2»، جبريل «البقرة 87»، ومنها المعنى الذى نسعى إليه وهو: الحياة «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ــ الإسراء 85»، وهو ما يعنى أن الله عز وجل وحده الذي يعلم ماهية وطبيعة الروح، بمعنى آخر أنه عز وجل هو الذي يمتلك سر الروح أو كما نسميها فى مصر السر الإلهى.

الغريب أن الثقافة المصرية الوحيدة التي تستخدم تسمية الروح بالسر الإلهى، الشواهد الأثرية نقلت لنا أن الفراعنة كانوا يجهلون سر الروح أو النفس، وكانت تسمى بالـ«كا»، وفى الهندية الـ «جيفا»، والتوراة لم تذكر الروح، وفى المسيحية: الله روح، والإنسان يعيش بعد الموت بجوار الله بالروح.

الفلاسفة حاولوا تقديم إجابة عن طبيعة وماهية الروح، وكل ما توصلوا إليه: إنها مخلوق شفاف، وظلت الروح سرًا من أسرار الله، لهذا قال له: «قل الروح من عند ربى»، ولهذا أيضا نردد في الثقافة الشعبية: طلع روحه: بمعنى أجهده وأثقل عليه، وطلع روحه، وطلع السر الإلهى: بمعنى توفاه الله.

المفاجأة الحقيقية فى أدبيات الصابئة المندائية، وهم يعيشون بالقرب من المياه فى العراق وفى الشام وفى بعض البلدان، كتابهم المقدس يسمى «كنزا ربا»، يعتقدون أنه- كتابهم المقدس- هو مجموعة من أوراق آدم عليه السلام، انتقلت منه إلى أن وصلت إلى نوح، ومن بعده إلى موسى إلى أن وصلت إلى نبى الصابئة سيدنا يحيى عليه السلام.

فى كنزا ربا يؤكد مقولة المصريين أن الروح هى سر من أسرار الله عز وجل، فقد حجب علمها وسرها عن جميع الملائكة، ففى السفر الخاص بخلق آدم، بعد أن يوضح النص كيفية خلق جسده، ينتقل إلى محاولة بث الروح فيه لكى يقف ويتكلم ويتحرك، بعد أن انتهوا من جسده حاولوا أن ينفخوا فيه من روحهم كي يقف على قدميه وباءت محاولاتهم بالفشل، فصعد كبيرهم «بثاهيل» إلى الله، فأعطاه روح آدم ملفوفة فى عمامة لكى لا يعرف حقيقتها ولا سرها، وجعل ثلاثة من الملائكة يحملونها:

وبعمامته الطاهرة

لف السر الأعظم

بأطرافها الملمة وإلى بثاهيل سلمه

أيها الملائكة المقربون

أيها الأثريون «الملائكة» المنزهون

يا هبيل وشيتل وأنوش

كونوا حراسًا عليها

لا يعلم بأمرها أحد

ليبق بثاهيل جاهلًا

كيف الروح إلى الجسد هبطت

ليجهل كيف تهبط الروح إلى البدن

وكيف تتخلل البدن الأنفاق

وكيف الدم فيها يتدفق».

[email protected]