عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

جلست مع نفسى أحدثها، هل من الممكن لمصر أن تقضى فعلاً على الإرهاب تماماً وبلا رجعة؟ وإذا كان هذا ممكناً، فلماذا لم تفعل الدول الأخرى، التى سبقتنا فى حروبها ضد الإرهاب وتقضى عليه؟

فى تقديري، لو أن الأمر مقصور على عدد معروف من الإرهابيين، أو حتى جيش نظامي، لهان الأمر كثيراً. ولكن فى الحقيقة إننا نحارب شبحاً اسمه الإرهاب، لا أحد يعلم على سبيل القطع واليقين من هم الأشخاص الذين من وراء هذا الشبح اللعين أو حتى الدول والجماعات التى تمده بالسلاح والمال والتدريب ويجمعون له المحاربين. كل ما نعلم أن هناك دولاً تحوم حولها الشكوك فى مساعدتها الإرهاب، كما نعلم أيضاً أن هناك جماعات وأشخاصاً يمدونه ويساعدونه فى هذه الحرب الشرسة.

من المقبول أن تكون الدول العربية التى تعانى من شبح الإرهاب لا تعلم على سبيل اليقين من هم وراء هذا الإرهاب الأسود، ولكن من غير المعقول أو المقبول أن الدول الكبرى فى هذا العالم لا تعلم هى الأخرى شيئاً عمن يقف وراء الإرهاب. الدول الكبرى لديها من الأجهزة الاستخباراتية المزودة بأحدث التكنولوجيا العالمية، ما يمكنها من الوصول إلى الدول والجماعات الراعية الإرهاب، والتى تمده بالسلاح والمال والتدريب أيضاً، ولكنهم مع الأسف الشديد صامتون، ولا ندرى هل هم راضون عما يفعل الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط؟

من وجهة نظرى، فإنه من غير المعقول القضاء نهائياً على الإرهاب إلا إذا قضينا أولاً على من هم من ورائه، فإذا كانت هناك دول أو جماعات أو حتى أشخاص يقومون بإمداد ومعاونة الإرهاب فالأمل ضعيف فى القضاء عليه نهائياً، صحيح أن بعض الدول التى أصيبت بداء الإرهاب استطاعت تحجيمه وتقضى على عناصره شديدة الخطورة. ومع ذلك لا يستطيع أحد منهم القول إنه تمكن بالفعل من القضاء نهائياً على الإرهاب. إذن، فيجب أولاً تجفيف منابع الإرهاب وجذوره الضاربة فى العديد من الدول العربية والأجنبية.

من هنا.. وإذا كنا بالفعل نريد الوصول لمن هم وراء الإرهاب، لابد أن نجيب أولاً عن بعض الأسئلة المهمة، مثل لماذا يتم التركيز على منطقتنا العربية والإسلامية تحديداً؟ وهل يراد هدم وتفتيت تلك المنطقة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو المستفيد الأول من تخريب وهدم منطقتنا العربية والقضاء على شعوبها؟ فى تقديرى، إذا ما وصلنا للإجابة عن تلك الأسئلة المشروعة، فإننا بالتأكيد سوف نعلم يقيناً من يقف وراء هذا الإرهاب اللعين، وبالتالى سوف نتمكن من مجابهته وصولاً إلى تجفيف منابعه خاصة فى منطقة الشرق الأوسط.

أعود فأقول: إن مصر تحارب شيئاً مجهولاً اسمه الإرهاب، وكلما تمكنت من القضاء على بؤرة من البؤر الإرهابية، فوجئت بأعداد أخرى تنزح عبر الحدود المترامية براً وبحراً؟ فى حقيقة الأمر، إننا –نحن شعوب منطقة الشرق الأوسط – فى مأزق كبير وخطير، ويجب على دول المنطقة أن تتكاتف جميعاً، وتسعى كل دولة فى محاولة جادة للقضاء على الإرهابيين المتواجدين لديها، فإذا ما استطاعت كل دولة القضاء عليهم، فربما يكون هذا دافعاً قوياً لكى يعدل من هم من ورائه عن مخططتها فى المنطقة كلها ويكفوا عن تمويل الإرهاب ومساعدته.

وأخيراً.. علينا نحن المصريين الوقوف صفاً واحداً خلف جيشنا الجسور، ورجال شرطتنا المخلصين، ورئيسنا البطل، لدحر الإرهابيين النازحين إلينا عبر الحدود المترامية براً وبحراً، وأن تكون رسالتنا للعالم، أن شعب مصر الوفى قادر على مواجهة هذا الإرهاب اللعين، حتى لو كان مجرد شبح تقف من ورائه بعض الدول والعصابات الخسيسة، وإنهم سينتصرون عليه بإذن الله.

وتحيا مصر.