رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل ٩٦ عاماً بالتمام والكمال تم اغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان، فى 12 فبراير عام 1949، ولم يكن البنا طوال حياته إلا رجلاً مناوراً مخادعاً.. مارس المناورة والخداع والكذب أيضاً؛ لتستمر جماعته باقية تخدم أهدافاً سياسية بحتة، مدعومة وداعمة للإنجليز المحتلين وللملك والسرايا المستبدة.. ومن تعاليمه لأتباعه «يجوز إيهام القول للمصلحة»، وهو أسلوب فى التعامل بالكذب لدرء الشبهات ونفى الاتهامات.. وقد مارس البنا نفسه هذا الاسلوب وهو يتفاوض مع مقربين للحكومة لإثناء النقراشى باشا عن اصدار حل جماعة الاخوان فى أعقاب قتل اللواء سليم زكى حكمدار العاصمة يوم 4 ديسمبر 1948على يد أحد الطلاب المنتمين للجماعة.. فلم يكن أمام البنا فى البداية إلا اللجوء للملك فاروق؛ لمنع النقراشى باشا من حل الجماعة، فوجه له التماساً لو تأملنا كلماته لعرفنا كيف كان يتعامل الرجل فى الأزمات، ففى المقدمة يُعرب عن ولائه وإخلاصه للملك بكلمات قال فيها: «أصدق آيات الإخلاص، وأخلص معانى الولاء»..  ثم انتقل إلى الطعن فى النقراشى وتحريض الملك ضده وقال: «العالم كله الآن تغلى مراجله بالأحداث الجسام والخضوب العظام ويبدو فى آفاقه كل يوم شأن جديد، لا يقوى أبداً النقراشى باشا على أن يضطلع بأعباء التصرف فيه بما يحفظ كرامة مصر.. إن الإخوان المسلمين يا مولاى يلوذون بعرينكم وهو خير ملاذ، ويعوذون بعطفكم وهو أفضل معاذ، ملتمسين أن تتفضلوا جلالتكم بتوجيه الحكومة إلى نوع من الصواب، أو بإعفائها من أعباء الحكم، ليقوم بها من هو أقدر على حملها ولجلالتكم الرأى الأعلى».

وطرق البنا باب النقراشى بنفسه، وتناسى ما قاله من طعنه بحق النقراشى فى الالتماس الذى قدمه للملك، فذهب لمكتبه، وقابله عبد الرحمن عمار بك (صديقه الشخصي وصديق الجماعة)، وجلس معه وأعد تقريراً بالمقابلة رفعه للنقراشى جاء فيه: «إن البنا ترحَّم على سليم زكى باشا، وقال عنه إنه كان صديقاً حميماً له وكان بينهما «تعاون» وثيق وتفاهم تام.. ومدح البنا النقراشى، قائلاً: إنه على يقين من نزاهته وحرصه على خدمة وطنه وعدالته فى «كل» الأمور. وبكى البنا بكاء شديداً، وهو يقول إنه سيعود إلى مقره فى انتظار تعليمات النقراشى باشا، داعياً له بالخير والتوفيق».

كان البنا يتفاوض ويراوغ ويكذب ويمثل الحزن ويبكى، بينما «نظامه الخاص» يعد خطة لقتل النقراشى بعلمه وبمباركته (حسبما جاء باعترافات عبد المجيد حسن) منفذ عملية الاغتيال.. وفى النهاية قال البنا وهو يتبرأ من أعضاء بجماعته «ليسوا اخواناً ولا مسلمين»، وقدم تنازلات وتعهدات للداخلية بالكشف عن التنظيم السرى، وتسليم الأسلحة والاذاعة السرية، وربما كان ذلك سبباً فى قيام التنظيم بقتله، وليس الملك ولا الحكومة كما روَّج الاخوان.. حتى إنَّ أحمد سيف الإسلام حسن البنا ـ الابن الوحيد لحسن البناـ، قد نفى قيام الملك بقتله, وتعهد بالكشف عمن قام باغتيال والده، حسبما جاء فى تصريحات له نشرتها جريدة الشروق الجديد الصادرة فى 12من فبراير عام 2009، ولم يُعْلِن البنا الصغير عمن قتلوا أباه، ولن يُعلِن، فهذا أسلوبهم الذى تربوا عليه.