عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

هل كان ثوار يوليو 1952 يتوقعون أن تعود الألقاب إلى حياتنا بهذه السرعة.. وذلك يوم أن ألغوها على 1953.. وهل كان الثوار يتوقعون أن يكتفى الناس بلقب واحد هو «السيد» بعد أن تم إلغاء ألقاب البك والباشا.. وصاحب السعادة.. وصاحب المعالى، وهذه وتلك درجات ينظمها قانون ويحددها بروتوكول.. حتى لقب أفندى كانت له شروطه.

الآن.. أصبحت الحكاية «بظرميت!! » يطلق بعضنا من الألقاب ما يحلو لهم على من يستحق، أو لا يستحق.. وهكذا عادت ريمة لعادتها القديمة.. بل بطريقة بعيدة عن أى تنظيم.

حتى لقب البك.. والباشا يراه البعض لا يكفى لتبجيل من نشاء.. ومنا من لم يعد يكتفى بلقب «بك» ويقفز بسرعة إلى لقب الباشا.. زمان- كانت هناك درجات حتى لقب معالى.. كانت له قواعد إذ من حق من يحصل على لقب بك أن يصاحبه تعبير سعادة.. أو صاحب السعادة.. وكذلك لقب أو منصب الوزير، فالوزير لأول مرة كان اسمه يأتى بعد لقب سعادة.. أو معالى وكذلك سعادة الوزير وصاحب السعادة.. أما حكاية معالى فكانت لها قواعدها، الآن اختلط الحابل بالنابل.. وأصبح منا من ينادى القاضى أو المستشار بلقب معالى المستشار.. وامتدت هذه الأمور إلى العاملين فى النيابة العامة.. حتى لو كان وكيل نيابة.. فما بالنا بالنائب العام نفسه.

وفى أقسام الشرطة وجدنا من يطلق على الضابط لقب باشا.. بل امتدت هذه الظاهرة إلى أمناء الشرطة لعل وعسى يدغدغ التعبير حواس هذا الضابط أو ذاك الأمين.. المهم يجب أن يحصل على اللقب، وللأسف لم يعد منهم- ومن غيرهم- من يقنع بتعبير: حضرة الضابط، وحضرة الأمين، ولما زادت هذه الأمور وجدنا من السمكرية والكهربائية من يطلق ألقابًا على من يستحق.. ومن لا يستحق.. فالكل عندهم «باشمهندس» حتى لو كان مجرد دبلوم!! وفى سلك القضاء «الجالس والواقف على حد سواء» نجد أى واحد منهم، حتى لو خرج إلى المعاش يعشق أن يناديه الناس بلقب سيادة المستشار.

والطريف أنه حتى من الضباط من نجده يمنح نفسه من الرتب ما يشاء.. فإذا كان قد خرج إلى المعاش برتبة عقيد أو مقدم يمنح نفسه نفس الدرجة لمن يكمل العمل بالوظيفة.. حتى إن وقفت درجته عند «عقيد» مثلًا، فيعطى نفسه «رتبة اللواء»!! وبالمثل كل السفراء السابقين.. حتى الذين لم يعملوا بعد أن صنعنا درجة مساعد الوزير، يسعده دائمًا أن يمنح نفسه لقب «مساعد وزير الخارجية الأسبق»!! حتى صار عدد المساعدين يعد بالمئات!! وللأسف نقلنا ظاهرة هذه الألقاب إلى كل من حولنا فى الدول العربية.

ومن الألقاب ما نجده يعود إلى جذور دينية.. مثل لقب «الحاج» أو «الحاجة» للمسلمين.. ولقب «المقدس» لمن زار القدس أو زارت القدس.. وكأن الواحد منهم تحمل مشاق الحج ليحصل على هذه اللقب أو ذاك.

فهل عشق المصريين للألقاب نابع من عمق تاريخهم الذى عاشوه وأنهم- على مدى آلاف السنين- عاشوا حياة طبقية، أم أن المصريين منهم من يعشق من يخنقه.. فالقط يحب خناقه.. ترى ماذا يقول ثوار يوليو الآن، بعد أن عادت ظاهرة الألقاب أكثر مما كانت!!