عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللهجة القوية التى تكلم بها أحمد أبوالغيط عن سوريا، فى ألمانيا، تحتاج منه إلى أن تُصبح برنامج عمل، يجعل البلد للسوريين.. لا للإيرانيين، ولا للأتراك، ولا حتى للأمريكيين أو الروس!

ففى مدينة ميونيخ الألمانية، يقام مؤتمر شهير للأمن فى كل عام.. وفى مؤتمر هذه السنة، كان أمين عام الجامعة العربية حاضراً، وكان من بين الذين خاطبوا العالم من فوق منصة المؤتمر، فقام ليعلن رفض التدخل التركى وغير التركى فى الأراضى السورية!

وقد نقلت وسائل الإعلام الحاضرة، أن وزير الخارجية التركى قام يرد على طريقة مَنْ يتحسس بطحة على رأسه، وأنه رد فى عصبية وغضب!

ولابد أن الذين يتابعون تفاصيل العملية التى تنفذها تركيا ضد الأكراد، فى مدينة عفرين شمال سوريا، هذه الأيام، يرون أنها تجاوزت حدود عملية من نوعها إلى رغبة واضحة من جانب أردوغان، فى حجز مقعد على امتداد الشمال الغربى السورى!

وهذه الرغبة ليست تركية فقط.. فهناك رغبة أمريكية واضحة وموازية، فى الشيء نفسه.. ولكن فى منطقة شرق الفرات!

والروس من جانبهم حجزوا مقاعد، لا مقعداً واحداً، فى طرطوس على البحر المتوسط، مرة، وفى حميميم مرةً أخرى.. وقد فعلوا ذلك منذ وقت مبكر!

والإيرانيون يتحلقون حول نظام بشار الأسد فى العاصمة دمشق، وفيما حولها وصولاً إلى حدود لبنان فى الغرب، ثم إلى الحدود جنوباً مع إسرائيل!

وعندما سقطت الطائرة الإسرائيلية إف ١٦، مؤخراً، كان ذلك بصاروخ ايرانى، وكانت تل أبيب قد بدت وكأنها راحت تبحث عن موطىء قدم على حدود سوريا معها، فوجدت الدفاعات الإيرانية فى انتظارها، وكان إسقاط طائرتها مفاجأة لها، قبل أن يكون مفاجأة لغيرها!

وهكذا يبدو الملعب السورى مفتوحاً على اتساعه أمام الجميع.. إلا العرب!.. مع أنهم هُم الأحق بأن يكونوا هناك قبل هؤلاء جميعاً!

واللهجة التى اعتمدها الأمين العام للجامعة، ربما تكون بداية لتواجد عربى واجب، فى توقيت يبدو فيه الملف السورى وكأنه ذاهب إلى مرحلة أخيرة من مراحل التسوية!

وبما أننا على مرمى حجر من القمة العربية المقبلة، فالأمل قائم فى أن ينجح السيد أبو الغيط خلالها، فى تحويل خطابه الألمانى القوى عن الشأن السورى، إلى برنامج عمل تعتمده القمة وتباركه!

سوريا تنتظر أن تأخذ الجامعة بيدها من محنتها التى طالت فيها كل شيء.. وإذا لم تبادر الجامعة الى ذلك، هذه المرة، فربما لا تسنح الفرصة مرةً أخرى!