رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

أيادٍ تتسامى فوق جراح الماضى، وتمتد بالخير والسلام والبناء والتعمير.. وأخرى تأبى إلا أن تمتد بالشر والإرهاب والهدم والتدمير.

هذا هو العنوان الذى يمكن أن يلخص ذلك الحدث الكبير.. مغزى ومضموناً.. الذى شهدته منذ أيام دولة الكويت باستضافتها مؤتمر إعادة إعمار العراق الذى تكلل بتعهدات دولية بتقديم نحو 30 مليار دولار للاستثمار والتنمية فى العراق.. يتحمل الجانب الأكبر منها دول خليجية على رأسها الكويت.. بينما أبت إيران إلا أن تواصل تخاذلها ونكرانها تجاه هذا البلد الذى تتحمل المسئولية الأكبر عما حل به من خراب واحتراب.. ولم تقدم دولاراً واحدًا من أجل إعادة إعمار العراق.. فى وقت تنفق فيه المليارات على زرع الفتن، وتأجيج الحروب والصراعات ودعم عصابات الإرهاب فى دول الجوار.. العربية والإسلامية.

•• الكويت

التى نالها ما نالها من غدر وعدوان وابتزاز من حكام العراق.. وصل إلى حد انتهاك سيادتها واجتياح أراضيها واحتلالها ونهب ثرواتها وترويع شعبها.. تمد يدها اليوم من جديد بالخير والعطاء لشعب شقيق كان ضحية أنظمة ديكتاتورية.. متآمرة.. جلبت له بنزواتها وأطماعها ومؤامراتها الخراب والدمار والحروب والاستعمار.   

وهكذا تؤكد الكويت موقفها الإنسانى الثابت وسياستها الراقية الواعية.. والمسئولة.. فى تقديم الدعم والمساندة لكل الشعوب المحتاجة.. وعلى رأسها الشعب العراقى الشقيق والجار الذى لم تبخل عليه القيادة الكويتية بالعون والمساعدة.. وكان هذا نهجها دائماً.. ليس اليوم فقط ولكن أيضاً قبل سنوات طوال.. وخاصة بعد دخول قوات التحالف الدولى إلى العراق وسقوط نظام صدام حسين.. حيث بادرت الكويت بإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة وقوافل الإغاثة.. وفتحت أرضها ومستشفياتها لعلاج المصابين العراقيين.. وساعدت فى إطفاء حرائق آبار البترول التى خلفتها الحرب.

كما كان للكويت دور مشهود فى تقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقى طوال الفترة التى شهدت العمليات العسكرية والحروب الأهلية.. وخاصة فى الفترة من عام 2014 وحتى الآن.

•• الأهم هنا

هو المغزى والمنطلق الاستراتيجى لهذه السياسة الكويتية الذكية والعميقة.. القائمة على اعتبار أن أمن واستقرار الدولة العراقية هو جزء من أمن الكويت القومى وصيانة مصالحها فى إطار محيطها الإقليمى الذى يموج بالصراعات والرهانات السياسية.. ومن هنا كان إدراك القيادة السياسية فى دولة الكويت أن دعم العراق وإعادة تعميره.. ليس دعماً مالياً فقط ولكنه دعم سياسى أيضاً.. وهو السبيل إلى تحقيق الاستقرار والمصالحة المجتمعية والتعايش السلمى فى هذا البلد المهم والمؤثر إقليمياً.. وبالتالى ينعكس ذلك بالأمن والاستقرار على كل شعوب المنطقة.

•• وهذا بلا شك

يعكس الدور المهم الذى تقوم به الكويت الآن فى إطار رئاستها الدورية الحالية لمجلس الأمن.. التى تسلمتها بداية الشهر الجارى.. وأيضا فى إطار عضويتها غير الدائمة للمجلس لمدة سنتين التى تنتظرها خلالهما تحديات كبرى، أبرزها «الاستثمار بشكل أكبر فى الأدوات الدبلوماسية الوقائية».. فهذا ما جاء على لسان ممثلها بمجلس الأمن.. وهو ما بدأت الكويت تحقيقه فعلاً بنجاح تنظيمها لمؤتمر إعادة إعمار العراق.