رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤي

 

 

 

«المشهد داخلى: مساء أو صباحاً: الممثلة متجردة من بعض ملابسها مع الممثل على السرير فى غرفة النوم، أو في الحمام.. ما هو الإبداع في هذا المشهد؟، جميع النساء يفعلن ما تفعله الممثلة، نفس الحركات والأصوات والأوضاع، وكل الرجال يفعلون ما يفعله الممثل، ما هو المبدع والمدهش والمستنير في المشهد؟

يقولون إن هذا المشهد يخدم السياق، أي سياق؟، ولماذا هذا السياق دائما يرتبط بالمشاهد الجنسية؟، ولماذا لا نستخدم الإيحاء والرمز الفني؟، هل الرمز والإيحاء يفسدان السياق؟، هل يحدان من خيال المبدع الفنان المستنير؟، ولماذا خيال سعادته لا يتسع ولا يتجلى سوى فى المشاهد الجنسية أو المشاهد المثيرة جنسياً؟، ولماذا يقبل المبدع المستنير قيود الفضائيات العربية وحدودها لخياله ولا يقبله فى مصر؟، لماذا لا ترفع رايات الحريات عندما تقصقص الفضائيات العربية من خياله وإبداعه؟، لماذا نشاهد خياله فى هذه الفضائيات دون أن نشعر أن حريته قيدت وأن سياقه بتر وفسد؟، نفس الفيلم نشاهده في الفضائيات العربية خالياً من مشاهد القبلات الحارة والساخنة والباردة، كما نراها وقد انتزع منها مشاهد غرف النوم الملتهبة، ولا نشعر أبداً أن هذه القنوات قد أخلت بالنص، أو أن خياله قد فسد.

إذا تغاضينا عن الشرع والعرف الاجتماعى وانتقلنا إلى القانون المعمول به في البلاد، أليست هذه المشاهد تعد مخالفة صريحة لقانون العقوبات، مواد القانون وصفت هذه المشاهد بالفاحشة وأكدت أنها منافية للآداب العامة، وهو ما يعنى أن هذه المجتمع له آدابه التي يجب احترامها، لهذا عاقبت الدولة من يخالف هذه الآداب بالحبس وبالغرامة، ويتم تنفيذ العقوبة على من يروج لهذه الأعمال المنافية، وعلى الذين يمارسونها، وعلى الذين قاموا بتصويرها أو كتابتها أو نقشها، ويعاقب بها المتزوجان إذا ضبطا يمارسان الأعمال المنافية في الطريق العام، والأعمال المنافية هنا تشمل القبلات الساخنة وما يصاحبها، والقانون لا يعترف بأية مبررات: كانت عينها مطروفة، كان بيعدينى الشارع (سك على بناتك: آل إيه بيعدينى)، أصلها كانت دايخة... شوف ازاى!!

لماذا نطالب بتطبيقها على من يمارسها بالطريق العام وننكرها على من يطالبون بتطبيقها على من يمارسونها فى الخيال البصري والسمعي والمقروء؟، لماذا نتفق جميعا على تسميتها بالفحشاء والمنافية للآداب في حال ممارستها بالطرق والشقق، ونسميها حرية وخيالا مبدعا عندما تأتى في الأعمال الفنية؟، لماذا نتهم من ينكر هذه المشاهد شرعا أو قانونا بالرجعى والمتعصب والمتطرف والمتخلف والوهابي والسلفي، ومن يجيزها ويسمح بها نسميه المبدع الفنان المستنير؟، ولماذا حرية الإبداع والاستنارة تتجلى دائماً في المشاهد الجنسية؟، هل هي حرية إبداع أم متطلبات السوق أم بسبب السياق؟، قلة أدب، لعنة الله على الكل كليلة.

 

 

[email protected]