رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

كنا نتحدث الأسبوع الماضى عن مسيرة مصر عبر التاريخ، وذكرت بأنه بات مستقراً لدى بما يكفى أنها لم تترك أو يسمح لها ولو لمرة واحدة باستكمال مرحلة تطور اختارتها هى، وذلك باختلاف الأسباب وتداخلها، هل كانت خارجية أم داخلية، وهل تم ذلك بطريقة سلمية أم عسكرية؟! وأيًا ما كان لكن المهم أنه يتم غلق الطريق على مصر كلما شرعت فى اختيار طريقها نحو التقدم والرقى، فتتوقف مسيرة نموها بكل آسف سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى.

ولعلى لم أستدع تلك النقطة من أجل البكاء على اللبن السكون، ولكن ربما كان الهدف الأساسى هو الاستفادة من الماضى واستيعاب دروس التاريخ، لأننا للأسف الشديد اعتدنا ألا نتعلم من تاريخنا بالقدر المناسب، بل أجدنا نميل أكثر إلى الذهاب بالقول وبالتفكير إلى نظرية المؤامرة الخارجية وخداع الآخرين لنا- ولا يجب أن ننكر ذلك أو نتجاهله فساذج من يفعل- ولكننا بالاستمرار فى تريد هذا وإلقاء اللوم على الآخرين فقط، إنما نختار الأسهل من الطرق، لنعفى أنفسنا من الأسس التى تبنى بها الأوطان: كالعمل،  التفكير، و النضال الحقيقي لصد أعدائنا.

وكنت قد أشرت أيضا فى مقالى السابق إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية الحالية، وذكرت أننى قد تمنيت مع من تمنوا أن تجرى تلك الانتخابات كما تجرى فى العديد من الديمقراطيات الغربية، وذلك فى مشهد لائق وسط عدد لا بأس به من المرشحين الجديرين للمنصب الحساس والرفيع، ووسط زخم سياسى متمثل فى صراع بين برامج متعددة كلها تصب فى مصلحة إدارة وطن كبير بحجم مصر، ويتم كل ذلك فى ظل وجود حياة حزبية قوية تسيطر عليها أجواء تنافسية، مع تواجد أفراد مستقلين لهم رؤاهم الوطنية السديدة.

إلا أننا أمام واقع مغاير، وهذا الواقع له أسبابه والتى لا تخص المشهد السياسى الحالى وقد يطول شرح أسبابه التاريخية- وذلك ابتدأ من تكوين أول مجلس شورى للنواب فى القرن التاسع عشر- ولذا فمن السطحية بل من العيب أيضا أن نردد ما يردده أعداؤنا على الفضائيات المعادية ومواقع التواصل الاجتماعى من كلمات حق ولكن المراد بها باطل فيما يخص المشهد الانتخابى الحالى.

وعلى الرغم من اتفاقى مع أولويات المرحلة، إلا أنه من المقبول ومن الطبيعى أن يختلف البعض مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الأولويات التى يعمل عليها، أو فى فيما يخص تأثيرات إجراءات الإصلاحات الاقتصادية على ممارسة حياتنا اليومية، أو حتى فى كم المشروعات القومية التى تقام حاليا فى طول البلاد وعرضها،.. إلا أن هذا شىء وتقييمنا للحياة السياسة فى مصر بشكل عام و للمشهد الانتخابى الحالى بشكل خاص شىء آخر، حيث يجب أن نعترف بأننا مجتمع بلا تقاليد ديمقراطية حقيقية حتى الآن، كما يجب أن ندرك تماما- ونحن نقيم- أننا نمر بمرحلة انتقال سياسى صعبة لبناء وتثبيت قواعد الدولة، والتى تحتاج من كل منا إلى الاجتهاد للوصول إلى المرحلة الأهم التى نسعى إليها جميعا، وهى مرحلة استكمال بناء الدولة المصرية التى تتحقق فيها العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية.

ولحديثنا بقية..