رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

عودة إلى السؤال الذى طرحناه فى المقال السابق: ماذا تريد تركيا؟.. ولماذا أقدمت الآن على استفزازاتها العسكرية والسياسية فى منطقة شرق البحر المتوسط، تزامناً مع توغل قواتها فى الأراضى السورية؟.. وهل تقوم بذلك بإرادة منفردة أم هو دور مرسوم لها بمشاركة أطراف دولية أخرى؟.. وما تأثير هذه التحركات التركية على المستوى الإقليمى؟

•• أسئلة كبرى

لا يمكن الإجابة عنها إلا فى إطار شامل وعميق.. انطلاقاً من أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص دخلت الآن فى مرحلة جديدة من التحولات الهادفة إلى فرض النظام الإقليمى الجديد.. الذى خططت له القوى الدولية الكبرى.. وتسعى لفرض وجوده بكل ما أوتيت من قوة.. وكان مخططاً لها أن تنجح فى الوصول إلى هدفها ما لم تتغير الحسابات بفعل عاملين رئيسيين:

أولهما: صمود القيادة والدولة السورية فى مواجهة مخطط الحرب الأهلية والتدخلات العسكرية الخارجية الدائرة منذ سنوات.

وثانيهما: «المناعة المصرية» التى حالت دون اكتمال مرحلة «الفوضى الهدامة» المعروفة باسم «الربيع العربى».. ونجاح الدولة المصرية (شعباً وجيشاً وقيادة) فى إحباط انتقال السيناريو السورى والعراقى والليبى واليمنى إلى مصر.

•• المرحلة الحالية

يمكن اعتبارها، بنوع من التبسيط غير المخل، مرحلة الانتقال إلى تحديد ملامح الصورة النهائية للشرق الأوسط الجديد.. وذلك عبر اتجاهين رئيسيين.. أولهما إغلاق بعض الملفات التى ما زالت مفتوحة من «مرحلة الربيع العربى».. وعلى رأسها الملف السورى.. وثانيهما هو توزيع مناطق النفوذ للقوى الكبرى الفاعلة وحلفائها.. وفرض النظام الذى يضمن أمن هؤلاء الحلفاء الدائمين.. إسرائيل وتركيا وإيران تحديداً.. بينما تظل مصر تصارع للدخول فى دوائر هذا النفوذ.. وهو ما لا يروق لكل تلك الأطراف الأخرى.. بكل تأكيد.. وبشكل خاص «تركيا أردوغان» المنافس الإقليمى اللدود.. والتى يداعب حكامها حلم استعادة «العرش الإميراطورى».. وتتخذ من القوى السياسية السنية مثل الإخوان المسلمين والتنظيمات السلفية وبعض الدول (للأسف) مطية لتحقيق حلمها الكبير.

•• ولا شك

أن نظام الملالى الحاكم فى إيران ومشروعه الطائفى التوسعى قد خلق صراعاً مع القوى العربية الكبرى.. سرعان ما تلقفته وأججت نيرانه القوى الإمبريالية العظمى.. وحركت قوى مضادة له مثل تركيا لفرض صراع مذهبى جديد يضاف إلى الصراعات الأخرى التى تخوضها دول المنطقة ضد تنظيمات الإرهاب.. التى هى فى أصلها صنيعة هذه القوى نفسها.. وترعاها سراً وتدعمها عن طريق حلفائها بالمال والسلاح والمقاتلين.. بما يتيح لها التدخل فى المنطقة بزعم محاربة الإرهاب وبناء قواعد عسكرية ثابتة لها فى مناطق نفوذها وفقاً للتقسيم المتفق عليه.

•• لكن

من المؤكد أن هذا الدور التركى سيظل مرهوناً بالحدود التى تسمح تلك القوى الكبرى به.. ولن يكون متاحاً للأتراك تجاوز ما هو أكثر من الدور المكتوب لهم فى سيناريو هذه المرحلة الجديدة.

وفى ضوء هذا الإطار العام يمكن التوصل إلى إجابة لكل ما طرحناه فى بداية مقالنا من تساؤلات.