عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

يبدو والله أعلم أن بلدان العالم سوف تعود بنا إلى عصر المقايضة، حيث كانت السلع تقوم مقام العملة، نحلق ببيضه، ونركب الأتوبيس بكوزين درة، ونكشف عند الطبيب بكيلة قمح.

المؤشرات على ذلك تأتى من فنزويلا، جمهورية تقع على البحر الكاريبى والمحيط الأطلسى، وهى إحدى دول أمريكا الجنوبية، جيرانها: البرازيل، كولومبيا، وسورينام، ورئيسها هو نيكولاس مادورو موروس، كان نائبا للرئيس هوجو تشافيز، وأنتخب رئيسا فى أبريل 2013.

قبل يومين تناقلت وكالات الأنباء خبرا من فنزويلا، يتضمن الخبر قدرا من الأسى، وقدرا آخر من الطرافة، إحدى شركات الحراسة، نشرت إعلانا، طلبت فيه أفراد أمن، براتب شهرى 10 دولارات لا غير، حوالى مليونى بوليفار(عملة فنزويلا)، بالمصرى حوالى 170 جنيها، ولكى تحفز الشركة الشباب على التقدم إلى الوظيفة، قررت منح فرد الأمن 144 بيضة(بيضة فراخ) كحافز شهرى بجانب الراتب، الوكالات لم تحدد فى خبرها نوعية البيض، بنى، أبيض؟، بيض بلدى أم بيض مفارخ، فقط ذكرت عدد البيضات،

المحزن والمؤسف فى الخبر أن يصل الحال باقتصاد بلد مثل فنزويلا إلى هذا الحد، تنهار فيه العملة تماما، لدرجة أن تفقد قيمتها الشرائية فى البلاد، فى الوقت الذى تحتل فيه السلع الغذائية دورها ووظيفتها فى التعامل بين المواطنين، فيؤدى البعض عملهم مقابل وجبة أو سلع غذائية تحتاجها أسرته.

أتذكر جيدا خلال فترة الستينيات، كانت المقايضة تلعب دورا كبيرا فى حركة البيع والشراء بالقرى المصرية، ففى قريتنا كان أغلب السكان يشترون من عم شبل البقال السلع مقابل كيلة قمح، شوية قطن، كوزين درة، وكان عم شبل يضع زكيبة فى الدكان يجمع فيها القطن الذى يصله مقابل السلع الغذائية، وبعد أن تكتمل الزكيبة يحملها على حمارة إلى الجمعية لبيعها، وأذكر جيدا أن عم شبل كان يفتح محله حتى الصباح أيام جمع القطن، وأيام دريس الغلة فى الجرن، وبسبب الفقر أيضا كان أهل القرية يتعاملون مع عم عاشور الحلاق بالأسلوب نفسه، فقد كان يحلق الرأس بكوزين درة أو بيضتين أو شوية قطن أو برغيفين.

ولكى لا نذهب بعيدا فإن النظام الناصرى كان يقنن نظام المقايضة، كان يوزع على الأسر مجموعة من الكابونات، يشترى الأهالى بها الجاز والبقوليات، وبعضهم كان يبيعها للبقال مقابل مبلغ مالى يقضى به حاجه.

صحيح كانت الحياة بسيطة ومريحة لكن الفقر كان دكر، معظم سكان القرية كانوا يؤجلون حياتهم إلى يوم الحصاد، يقايضون ويستدينون ويبيعون الكوبون حتى يأتى يوم توريد المحصول، مش بقولكم كان الفقر دكر، أيام الله لا يعيدها أبدا، لا علينا ولا على سكان فنزويلا.

استدراك: والدى رحمه الله كان موظفا فى الحكومة، وكنا نشترى ونحلق بمقابل مادى.

[email protected]