عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كرة القدم أصبحت المتنفس الوحيد للمصريين الآن، وأصبحت مصدر الفرحة والبهجة الوحيد.. ومن دون أنواع الرياضة تحولت هذه اللعبة إلى صناعة واقتصاد كبير يقدر بالمليارات ليس فى مصر بل فى العالم كله.. وأصبح اتحاد هذه اللعبة على المستوى الدولى أقوى من الحكومات وأكثر إلزاما للدول من منظمة الأمم المتحدة الحكومية وأصبحت الاتحادات المحلية لهذه اللعبة هى الهيئة الوحيدة المحصنة من أى تدخل حكومى أو قضائى أو تشريعى أى أنه اتحاد أقوى من أجهزة الدولة.

ورغم أن الرياضة فى العالم تهتم بجميع الألعاب الفردية منها والجماعية، إلا أننا فى مصر اختزلناها فى لعبتين أو ثلاث هما كرة القدم وكرة اليد والأسكواش، وأهملنا باقى الألعاب حتى التى كان لنا بها سمعة مثل رفع الأثقال والمصارعة وكمال الأجسام. أما ألعاب القوى وهى أم الألعاب فلا ناقة لنا فيها ولا جمل، رغم ما تتميز به مصر من أجواء وموهوبين فى هذه الألعاب لكن سلاح الإهمال والفساد يقتلها فى مهدها.

وكنت أتمنى بمناسبة وصولنا إلى كأس العالم فى كرة القدم وكرة اليد، أن نضع استراتيجية وطنية للنهوض بجميع الألعاب الفردية والجماعية، خاصة أن قانون الرياضة الجديد رغم ما به من عيوب، قد يكون عاملا دافعا لهذه الاستراتيجية بعد أن قنن إنشاء الأكاديميات الرياضة وجعل اتحادات كثيرة تعتمد فى تمويل أنشطتها على تمويلها الذاتى، وأعتقد أنه يمكن وقف الدعم المقدم للأندية الكبرى فى مجال كرة القدم وتوجيهه للألعاب الفردية من خلال إنشاء أكاديميات فى المحافظات والمدن واستغلال المواهب الفطرية المنتشرة فى ربوع مصر.

وترتبط هذه الاستراتيجية بالعمل مع وزارة التعليم التى سقطت من أجندتها الأنشطة الرياضية، وأصبح مدرس الألعاب - كما كنا نسميه - دوره يقتصر حاليا على تنظيم طابور الصباح - إن كان هناك طابور أصلا - كما تحولت الملاعب فى أغلب مدارس مصر إلى فصول دراسية حتى التعليم الخاص الذى يحصل على أموال طائلة من أولياء الأمور، لا يهتم بالأنشطة الرياضية، وكل هدفه تنظيم الرحلات الترفيهية لأنها تدر أموالا إضافية لأصحاب المدارس وحتى الرحلات الوطنية التى كانت تنظم لزيارة المصانع والأماكن التى لها رمز وطنى لتنمية إحساس الانتماء عند التلاميذ اختفت.

فالتخطيط لرفع مستوى الرياضة فى مصر وصناعة الأبطال ليس ترفا. فلاعب واحد فى كرة القدم جعل اسم مصر يردد على كل لسان من يشجع كرة القدم فى العالم وجعل المنتخب المصرى فى بؤرة اهتمام كل دول العالم، وكذلك أبطال وبطلات مصر فى رياضة الأسكواش وهم على نفس القدر من الشهرة، التى يحظى بها محمد صلاح لكن على مستوى مشجعى هذه الرياضة الارستقراطية، فما بالك لو كان لدينا أبطال مثل هؤلاء فى مختلف أنواع الألعاب فى العالم، كان عدد من يعرفون مصر أكبر من العدد الحالى فلو وضعنا فى الاعتبار أن مشجعى كرة السلة يقارب عدد مشجعى كرة القدم وعدد المهتمين بألعاب القوى كبير جدا، ونحن بلد سياحى يعتمد على السياحة كمصدر أساسى لدعم الاقتصاد الوطنى، وبالتالى الاستثمار فى صناعة الأبطال سيكون له عائد اقتصادى مهم على المجال السياحى، وبدلا من الأموال التى تصرف على حملات الترويج السياحى وتستفيد منها شركات معينة ومحددة سلفا تخصص هذه الأموال لصناعة الأبطال، وأن يوجه الاهتمام إلى القرى والمدن فى الصعيد والدلتا خاصة ونحن على أعتاب تقديم طلب لاستضافة أولمبياد الشباب فى 2020.

فشركات الدعاية والإعلام تستخدم أبطال الرياضة للترويج لمنتجاتها، وتدفع لهم الملايين والدول تستخدمهم فى الترويج السياحى لها، فإسبانيا يزورها سياح أكثر من عدد سكانها وتحقق أرقاما قياسية وهى الأغلى وأكثر من 50% من السياحة، التى تذهب إلى هناك تزور مقر ناديى ريال مدريد وبرشلونة والمتاحف الملحقة بهما.

فنحن نريد أن نضع استراتيجية تحقق عددا من الاهداف فى وقت واحد صناعة البطل والترويج لمصر ودعم الاقتصاد، والإحساس بأننا شعب يستحق أن يشار إليه بالبنان. فصلاح وحده جعل العالم يفعل ذلك، فما بالك لو لدينا ألف مثل محمد صلاح فى مختلف الألعاب؟.