رؤى
بعد أسبوعين بالتمام والكمال تمر بعون الله وفضله الذكرى الخامسة على نشر مقال رحمة الله عليه، طالبت فيه آنذاك حكومة المهندس إبراهيم محلب، بوضع حد أقصى للأجور لا يتجاوز الـ20 ألف جنيه، يطبق القرار جميع العاملين فى الحكومة والقطاع الخاص، على أن، (انتبهوا جيدا لما سأكتبه بعد ذلك)، يتم تحصيل الزيادة لصالح صندوق المعاشات، وذلك لرفع الحد الأدنى للمعاش إلى ألف وخمسمائة جنيه(1500 جنيه لا غير)، يسرى القرار لمدة 4 سنوات، يمكن تجديدها، إلى أن تتجاوز البلاد الحالة الاقتصادية المتردية، وتتمكن الحكومة من توفير المبالغ المطلوبة بعيدا عن دخول المواطنين.
بعد 4 أشهر من المقال، صدر قرار بحد أقصى للأجور، قدر بمبلغ 42 ألف جنيه، ولم يشمل للأسف القرار مادة تقر بتحصيل فروق المرتبات والدخل لصالح أصحاب المعاشات، وصدر قرار آخر بحد أدنى للأجور، ولم يصدر قرار مماثل للمعاشات، وظلت المعاشات حتى شهور معدودة تبدأ من 200 جنيه وحتى 1500 جنيه، حسب سنوات الخدمة (المعاش الكامل 36 سنة خدمة)، إلى أن صدر قرار بحد أدنى 500 جنيه في الشهر.
قبل أيام، وقبل حلول الذكرى الخامسة للمقال عاليه المغفور له بإذن الله، وصلتني رسالة من اتحاد أصحاب المعاشات، طالبوا فيها مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبحث إصلاح المعاشات، عدد من يتقاضونه 9.5 مليون مواطن، يعولون أكثر من 30 مليوناً، قدرت أعدادهم وأسرهم بـ 40% من سكان مصر، حوالي 40 مليون سيدة، وفتاة، وشاب، ورجل، ومراهق، وربما بينهم أطفال، بين هؤلاء حوالي 25 أو 30 مليوناً لهم حق التصويت في الانتخابات، كما تضمن بيان قيادات الاتحاد معلومة تعد فى حد ذاتها مأساة مفجعة (والفجيعة هى: النكبة والمصيبة)، وهى أن 35%، على ما أتذكر، من الـ9.5 مليون متقاعد، يتقاضون أقل من 800 جنيه شهريا، بالحساب حوالي 3 ملايين و300 ألف أسرة، أو 14 مليون مواطن، يعيشون شهرياً بمبلغ يبدأ من 500 جنيه، ويصل 800 جنيه، بعد أن خدم رب الأسرة سنوات من عمره في خدمة الوطن يتقاضى فى نهاية المتمة 500 أو 600 أو 700 جنيه لكي يعيش بها هو وأولاده، كيف؟، الله أعلم.
الغريب أنني وبالمصادفة أيضا عثرت على مقال سابق عن المقال عاليه، كنت طالبت فيه الحكومة بإصدار قرار يرفع الحد الأدنى للمعاشات إلى مبلغ 2500 جنيه، تخيلوا؟، وبعد شهور من كتابته أنزل بالحد الأدنى إلى 1500 جنيه.
المؤسف أن الذكرى الخامسة ستمر بعد أسبوعين على المقال، وعلى ثورة 30 يونية، ومازال الحد الأدنى للمعاشات 500 جنيه والأقصى 1700 جنيه، يعنى من الآخر إن أصحاب المعاشات بحمد الله: لا طالوا بلح ثورة يناير، ولا تمر ثورة يونية، ربنا يتولاهم بقى.