رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

ربما يكون هناك لدى أجهزة الأمن مبررات قوية مدعمة بأدلة موثوق بها لهذا التصعيد فى المواجهة مع من يطلقون على أنفسهم معارضى الرئيس السيسى، فى حال مارسوا تلك المعارضة بطرق غير سلمية وخارج نطاق القانون والدستور. لكن  المؤكد أن قطاعات كبيرة وسط الرأى العام لاتملك تلك الأدلة ولا يحرص أحد على كشفها له أو اقناعها بمبررات منطقية لمثل هذا التصعيد، ولهذا لا تشعر بارتياح لاجواء التوتر عالى النبرة فى الفضاء العام، لاسيما فى هذا التوقيت المصيرى، والدولة تقود حربا عاتية فى مساحات شاسعة من أرض الوطن لتحريره من الإرهاب والإرهابين تحظى،كما نلاحظ جميعا، بدعم شعبى هائل، وبمساندة من معظم القوى السياسية، وبدعوات وابتهالات على كافة وسائل التواصل الاجتماعى أن ينصر الله جيش مصر، وأن يكلل جهوده بالنجاح،وان يحفظ جنوده فردا فردا.

هذا المنحى التصعيدى الذى كان آخر مظاهرة القبض على الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح إثر بلاغات من بعض هواة الشهرة من المحامين ممن لا يثق أحد أبدا أنهم يحركون بلاغاتهم بمحض ارادتهم، وبعد وصلات من الردح والسباب نالته من فيالق الدببة الإعلامية، لا يخدم أحدا سوى المتربصين بالبلاد وأمنها واستقرارها، وهو يحرف الأنظار عن معركتين رئيسيتين،معركة التصدى للإرهاب فى سيناء والوادى، وما يحوط بها من حشد شعبى كبير، يسعى كثيرون لارباكه وإثارة شكوكه واضعاف تضامنه، ومعركة الانتخابات الرئاسية التى تجرى المراهنات ليل نهار فى داخل مصر وخارجها عن نسب مشاركة منخفضة فى التصويت بها،فنصبح كمن يصوب أهدافا فى مراماه  ،بسبب سوء التقدير وقصر النظر والغشومية!.

هذا التصعيد الذى يظهر الاجهزة الأمنية فى صورة  الفاقد للاتجاه  وللاعصاب  وللاقناع، لا يخدم المعركتين بل هو يشوش عليهما، والأهم أنه يشكل عبئا على من يبذلون الجهود من السياسيين و الأحزاب وغيرهم لاقناع المواطنين بضرورة الذهاب إلى مراكز الاقتراع، لاستكمال أهداف ثورة يونية، والعبور بسلام من المرحلة الانتقالية التى تعيش البلاد فى ظلها منذ نحو سبع سنوات، وتقليل الخسائر وتعظيم المكاسب التى أسفرت عنها.

ولا أظن أن من يشيرون بمثل هذا التصعيد الذى يبدو أحيانا مجانيا  لا عائد له إلا الخسارة، وصاخبا يعمى البصر ويصم الآذان، يخدمون النظام القائم، بل هم يحرجونه ويصورونه بالعجز عن تقبل النقد، وبعدم امتلاك خيار فى مواجهة منتقديه سوى غلق المجال العام ونفى السياسة  والتضييق على الحريات وتضخيم الأخطاء. والمبالغة فى آثارها وتأثيرها.

فلن تضار سوى الحقيقة، أن يصف الدكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح» ما جرى فى يونية 2013 بأنه انقلاب لا ثورة  شعبية ارتادها اكثر من 30 مليون مصرى وساندها الجيش برئاسة قائده آنذاك الرئيس السيسى، الذى دخل قلوب المصريين حين غامر بحياته لمساندتهم للتخلص من حكم جماعة الإخوان والفاشل والفاشى، ولن يغير من هذه الحقيقة عدم اعترافه أن من خطف ثمار ثورة 25 يناير وقضى عليهاوأفشلها، هى جماعة الإخوان وليس غيرها. ولن يقلل من شعبية الرئيس السيسى أن يهاجمه أو ينسب إليه ما لم يفعله، فالناس باتت تدرك جيدا من معها، ومن يمشى عكس مصالحها.

كل ما نتمناه أن تنهى سلطات التحقيق عملها مع الدكتور أبوالفتوح بالسرعة الممكنة، وأن تكشف للرأى العام مدى جدية التهم الموجهة إليه، وأن تحرص على تأكيد أنها ليست من قبل البلاغات الكيدية لمحترفى  النفاق وهواة الشهرة وددبة الإعلام.

وكل ما نأمله أن يتوقف هذا التصعيد، وأن يخفت هذا الصخب، وأن نتفرغ جميعا لمعركة الانتخابات الرئاسية، باعداد البلاد لاجواء تدعو إلى الاطمئنان والشعور الفعلى بالمسئولية لاجتياز هذه المعركة بالنجاح الذى يليق بها.