رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

التعليم بحالته الحالية فى ظروف بلادنا التى نعيشها غير معيب، أو كما يقال «زى الفل»، فهو يقوم بدفع الآلاف من المدرسين والمهندسين والإعلاميين والأطباء والصيادلة والموسيقيين والمحاسبين والممثلين والفنيين والمترجمين والمرشدين والصحفيين.. حتى أننا نعانى من تخمة فى بعض التخصصات، ونسبة البطالة ترتفع سنة بعد أخرى بين خريجى بعض الكليات، فما إذن الحاجة للتطوير؟، وما هو المطلوب أن يكون فى التعليم؟، أن نتقدم ونلحق الركب العلمى والتكنولوجى فى أوروبا وأمريكا؟، نحن بالفعل نلحق بهذا الركب بفضل الاستيراد، حيث إننا نعيش على علم وتكنولوجيا هذا العالم، إذا كان المقصود باللحاق أن نشارك فى إنتاج هذه الثقافة العلمية التكنولوجية، أن نعيش على المنتج المحلى وليس المستورد، فهذا يتطلب منا قاعدة صناعية، لأن التقدم العلمى والتكنولوجى الغربى جاء وسيظل بفضل الصناعة، والتعليم هناك يرتبط بحاجة السوق الصناعية والزراعية، والمدارس والجامعات والمعاهد تؤهل الطالب لهذا السوق بجميع مستوياته التقنية، والصناعة فى مصر فى معظمها تقوم على التجميع والتلفيق والتلقين، والعملية التعليمية مثل الصناعة نسبة المحلى به تعادل نسبتها وجودتها فى المصانع.

الدعوة لتطوير التعليم فى مصر تعود لسنوات عديدة، يصاحب الدعوات بعض الانتقادات الحادة للمناهج الدراسية، نستطيع أن نلخصها جميعا فى جملتين: أن المناهج تعتمد على التلقين والحفظ، وأن العملية التعليمية لا تساعد على الإبداع، وإذا عدنا لأرشيف الصحافة المصرية أو إلى مضابط مجلسى الشعب والشورى قبل ثورة يناير، سنجد أن معظم هذه الدعوات لا تخرج عن الحفظ وعدم الإبداع، وكأن الإبداع والفهم هما المقياس للتطوير التعليمى، والحقيقة أن هذه الدعوات تنطوى على مغالطة كبيرة، كما أنها تفرغ العملية التعليمية من مضمونها، لأن الإبداع وليد الموهبة، صحيح أن التعليم يثقل الموهبة لكنه لا يغرسها أو يكسبها للمتعلم، كما أن بعض المناهج أو بعض العناصر داخل المناهج تحتاج للحفظ.

هل هذا يعنى أن التعليم فى مصر يتوافق وحجم الصناعة بها؟، لا يستطيع أحد أن يجزم بهذا، وكل ما نستطيع التأكيد عليه هو أن التعليم فى مصر أقل فى الدرجة من حجم الصناعة، خاصة التعليم المتخصص أو الفنى، حيث إن المصانع والشركات تعيد تدريب العاملين الجدد لكى يجيدوا العمل على خطوط الإنتاج، والحل؟، فى رأيى أن نوطن آخر ما وصل إليه العلم ونربطه بالصناعة التى نخطط لإقامتها فى مصر، تطوير التعليم بدون توظيفه فى بناء المجتمع لا فائدة منه.

[email protected]