رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

لو قدر لتصورات بعض فصائل اليمين الإسرائيلى لحل صراع الشرق الأوسط أن تدخل حيز التنفيذ، فسوف يحصل الفلسطينيون لا على دولة واحدة ولا على دولتين ولكن على دولتين ونصف الدولة، الأولى فى غزة والثانية فى شرق الأردن، أما نصف الدولة فسوف تقوم على 40% من أراضى الضفة الغربية!

هذا «الأوكازيون» الإسرائيلى ناقشته ندوة أكاديمية عقدت الأسبوع الماضى فى جامعة تل أبيب، للبحث عن مسار جديد لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، بعد أن أطاح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بما يسمى «حل الدولتين» باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن هذا السيناريو رغم عبثيته يعبر عن أزمة طاحنة داخل المجتمع الإسرائيلى ودوائر صنع القرار فيه، والتى يمكن فهمها من خلال هذين الجانبين.

< رغبات="" محمومة="" لدى="" معسكر="" المتطرفين="" اليهود="" فى="" تحويل="" إسرائيل="" إلى="" دولة="" قومية="" لليهود="" فقط="" وطرد="" كل="" الفلسطينيين="" منها،="" تقابلها="" صعوبات="" سياسية="" وجغرافية،="" فى="" نفس="" الوقت="" الذى="" طرح="" فيه="" البعض="" -="" منهم="" قوى="" يسارية="" إسرائيلية="" -="" إقامة="" دولة="" ثنائية="" القومية="" تعطى="" لليهود="" والعرب="" حقوقًا="" متساوية="" بشكل="" يؤكد="" على="" «قيم="" الديمقراطية»="" فى="" إسرائيل،="" ولكنه="" حل="" على="" المدى="" البعيد="" قد="" يأتى="" برئيس="" فلسطينى="" لإسرائيل="" مع="" زيادة="" عدد="" السكان="" الفلسطينيين="" عن="" اليهود،="" وهو="" ما="" لن="" تقبل="" به="" غالبية="" اليهود="" الذين="" تسيطر="" عليهم="" العقلية="" والتوجهات="" الصهيونية="">

< مخاوف="" هيستيرية="" تسوقها="" النخبة="" اليمينية="" الحاكمة="" فى="" إسرائيل="" من="" خطر="" إيران="" التى="" أصبحت="" قواتها="" مع="" قوات="" حزب="" الله="" فى="" سوريا="" شوكة="" فى="" ظهرها،="" ورغبة="" هذه="" النخب="" فى="" بناء="" تحالف="" إقليمى="" تدعمه="" واشنطن="" لضرب="" إيران="" فى="" أعز="" ما="" تملكه="" من="" أوراق="" ضغط="" حاليا="" وهو="" برنامجها="" النووى،="" وهو="" حلم="" يقف="" ضده="" الدعم="" الروسى="" لطهران="" ورفض="" أوروبا="" الغربية="" لأى="" عملية="" عسكرية="" من="" هذا="" النوع،="" علاوة="" على="" صواريخ="" حزب="" الله="" التى="" ستمطر="" سماء="" إسرائيل="" إذا="" اعتدت="" على="" إيران="" أو="" ضربت="" حتى="" قواعده="" فى="">

إسرائيل تدرك جيدا أن بوابة تحقيقها لأهدافها فى تطبيع العلاقات السياسية والتجارية مع العرب، وفى ضرب إيران - أو على الأقل تقليم أظافرها النووية -  هو تحقيق «السلام » مع الفلسطينيين، ولكنها تحت إغواء الضعف العربى، والدعم الأمريكى اللامحدود لها تلجأ لأحط الأساليب لتصفية القضية الفلسطينية، وانتهاز فرصة سيطرة الصهيونية المسيحية على البيت الأبيض لفرض أمر واقع جديد يتجاهل كل الحقوق المشروعة للفلسطينيين فى بناء دولتهم وفى عودة اللاجئين إلى أراضيهم، ويمهد لها الطريق لقضم المزيد من أراضى الضفة الغربية وضم 60% منها لحدودها.

ومع ذلك، فإن إسرائيل المحاصرة بين سلطة تتسم بنهم استعمارى لابتلاع الأراضى العربية، وبين شعب مسلوب وعيه تؤرقه مخاوف تاريخية ووجودية من الذوبان وسط الطوفان العربى، لا يمكن أن تقدم أى مشروع حقيقى للسلام، ولا يمكن لها البقاء بدون تعاملات هادئة مع جيرانها، فإسرائيل تحمل عوامل فنائها فى تركيبتها الصهيونية نفسها، ولن يتبقى أمامها - طال الوقت أم قصر - إلا حل واحد وهو إقامة دولة ديمقراطية على كامل الأراضى الفلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون مع اليهود جنبا إلى جنب، ستضطر إسرائيل لقبوله إذا وقفت الدول العربية كلها خلفه ودعمته فقط بكل أسلحتها السياسية والاقتصادية، وبدون حتى أن تطلق رصاصة واحدة باتجاهها.