رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

بكل الإيجاز والإنجاز.. يبلور هذا العنوان الموقف المصري والفلسطيني الحاسم من حالة الجدل الخبيث والمزايدات الرخيصة التي تمارسها بعض الأبواق الإعلامية المأجورة.. بمحاولتها الربط بين العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» وبين أوهام «صفقة القرن» التي يعتبرون جزءًا منها هو «توطين فلسطينيي غزة على شريط من الأراضي المصرية يتم اقتطاعه من سيناء ،في إطار تسوية نهائية للقضية الفلسطينية».. وهو الربط الذي فندناه على نحو مفصل في مقالنا بالأمس.

•• ويأتي هذا العنوان

«فلسطين للفلسطينيين ومصر للمصريين».. ضمن تصريحات أدلى بها مساء أمس الأول، الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عقب اللقاء الذي عقده في القاهرة وفد الحركة برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، مع القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل.. مؤكداً أن الجانبين اتفقا على «رفض كل الحلول التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، ومشدداً على أن فلسطين للفلسطينيين ومصر للمصريين».

وهذه إشارة صريحة وواضحة لرفض الفلسطينيين.. قبل المصريين لمسألة التوطين في سيناء هذه.. باعتبار أنها مشروع إسرائيلي «خائب» يهدف إلى إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني القائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية.. وعاصمتها «القدس».. وعودة اللاجئين وليس إبعاد من بقوا داخل الوطن إلى أرض بديلة.. سواء في سيناء أو الأردن.

•• هذا الموقف

يتسق تماماً مع الفهم الصحيح لطبيعة الصراع الذي يخوضه الفلسطينيون.. وأنه «صراع وطني على الأرض داخل فلسطين.. وليس خارجها».. فالشعب الفلسطيني المناضل يخوض صراعًا تاريخيًا ضد عدو يحتل أرضه.. وهذا الشعب لا وطن له إلا فوق أرضه التي يناضل من أجل تحريرها.. وهو لن ولم يقبل حتى فيما جرى من مفاوضات سلمية إلا أحد حلين.. إما إقامة دولتين- إسرائيلية وفلسطينية- على الأرض الفلسطينية وليس خارجها.. أو إقامة دولة واحدة «ثنائية القومية» على أرض فلسطين أيضاً.. ويتشارك فيها الفلسطينيون والإسرائيليون السلطة والإدارة.. وهذا هو الحد الأقصى مما يمكن أن يقدمه الفلسطينيون من تنازلات.

•• أما ما هو دون ذلك

من الترويج لمشروع القذف بالحل إلى خارج الحدود الفلسطينية.. حيث الأرض البديلة في مصر والأردن.. فهو ليس إلا وهمًا صهيونيًا من أوهام المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي الهادف إلى ابتلاع كامل الأراضي الفلسطينية.. وفرض الأمر الواقع على شعبها.. مثلما يحدث الآن في مسألتي «القدس» وحق عودة اللاجئين.

وهذا حل مصيره الفشل بكل تأكيد.. لأنه من الغباء.. والجنون.. تصوُّر أن الفلسطينيين يمكنهم قبول فرض أي حل على حساب هويتهم الوطنية.

•• والأهم

هو أن هذا المشروع الإسرائيلي الوهمي يتحطم تماماً أمام حقيقة أنه لا يوجد في مصر أو في الأردن من يمكنه قبول حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بترحيل الفلسطينيين خارج أرضهم وباتجاه هاتين الدولتين.. وعلى حساب انتقاص السيادة المصرية أو الأردنية على «شبر واحد» من أراضيهما.. مهما كان الثمن.