رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناك من يخدم الوطن ويضحي من أجله دون ضجيج، ويصل به الأمر إلى أن ينال الشهادة دفاعاً عن الأرض والعرض، وهناك آخرون يحترفون "الشو"، ويحاولون استغلال سذاجة البعض في تصوير أنفسهم على أنهم "وطنيون".
 

لا فارق بين جنينة وجنينة في الحروف، ولكن هناك فارق شاسع في الوطنية والتضحية والفداء، هكذا تدور الأيام وتسقط الأصنام.
 

عندما أدلى المستشار هشام جنينة، إبان رئاسته للجهاز المركزي للمحاسبات، بتصريح ناري قال فيه إن حجم الفساد في مصر يتجاوز الـ600 مليار جنيه في عام 2015، قامت الدنيا ولم تقعد.. التصريح كان خطيراً ومن مسئول له ثقله في هذا الملف، ولكن جنينة قالها، ثم تحركت مؤسسة الرئاسة وشكّلت لجنة للتحقيق في تلك التصريحات، وطالبت جنينة بتقديم ما يُثبت صحة الأرقام المنسوبة إليه، ولكنه لم يتصرف كمسئول، وعجز عن إثبات تلك الأرقام، رغم أن وظيفته تقتضي ألا يتكلم إلا بأرقام مؤيدة بالمستندات.

 

تم عزل جنينة من منصبه، وظل الرجل بعيداً عن الأضواء، إلا أن عاد مرة أخرى في نهاية يناير الماضي، بعد أن أعلن الفريق سامي عنان اختيار جنينة ليكون نائباً له حال نجاحه في الانتخابات الرئاسية، هذا قبل استبعاده بطبيعة الحال، ومرة أخرى يظهر جنينة في صورة الضحية إثر حادث مروري تعرض خلاله للضرب، وتعددت الروايات بين عفوية الحادث أو كونه مدبراً، كلُ حسب أهوائه وانتمائه السياسي.

 

ويبدو أن الأضواء أبهرت جنينة، وفي الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة والشرطة حرباً مقدسة لاقتلاع جذور الإرهاب في سيناء وجميع ربوع الجمهورية، يظهر جنينة في حوار مع صحيفة تمولها قطر، راعية الإخوان الإرهابية.

في هذا الحوار كشف جنينة حقيقته، وسقطت عنه ورقة التوت، وانكشف عنه غطاء الوطنية الكاذب، وارتدى ثوب الإرهابي المعزول محمد مرسي، الذي تعهد بالكشف عن أسرار خطيرة عن نكسة 25 يناير في حالة نجاحه بالانتخابات الرئاسية، وبعد أن نجح في الوصول إلى الكرسي بفضل "عاصري الليمون" و"التهديد المسلح"، اتضح أنه "فنجري بق"، بل والأدهى أن كل المتهمين في قضايا قتل الثوار حصلوا على البراءة في وجوده على كرسي الحكم، ومن ضمنهم متهمي موقعة الجمل.

 

وفي حواره الكريه، قال جنينة إن هناك الكثير من الأسرار التي سيتم الكشف عنها إذا تعرض عنان لأي مكروه، في ابتزاز واضح وقذر لا يقوم به سوى شخص له جذور تعود إلى حسن البنا، مؤسس تلك الجماعة الإرهابية العميلة التي ابتلي بها العالم العربي بأموال الاحتلال البريطاني.

 

عفواً.. فقد أطلت الحوار عن جنينة الذي لا قيمة له، وأنتقل الآن إلى الحديث عن جنينة آخر، لم ينل حظاً من الإعلام سوى خبر أو اثنين على أقصى تقدير في المواقع والصحف، رغم أنه رحل عن الحياة قبل حرائق المستشار جنينة.

 

في السابع عشر من يناير الماضي، كان هناك رتل عسكري يمشَط طريق العريش الدولي باتجاه مدينة بئر العبد، ترجّل النقيب ياسر جنينة، 30 عاماً، وطلب من زملائه أن تتوقف الدورية الأمنية ولا تتقدم خطوة واحدة، خرج الفارس من السيارة المصفحة، وتحرك باتجاه جسم غريب على الطريق.. واكتشف أنه عبوة ناسفة، وفي الوقت الذي كان يتعامل معها بوصفه خبيراً في المفرقعات، قام إرهابي بتفجير العبوة من على بُعد، فطار جسد جنينة بينما تسّمرت قدماه على الأرض وكأنه يقول بعد أن لقي وجه ربه: الأقدام ثابتة على الأرض الطاهرة، وإن صعدت الروح إلى بارئها.

 

هكذا ضحى ياسر جنينة الذي التحق بالآلاف من الشهداء من أجل الوطن، وكي يموت هو ويستمر الآخرون في الحرب على الإرهاب التي يعتبرها بعض المغيبين "تمثيلية"، وهكذا البشر يأكلون أصنام العجوة، بينما الشهداء بإذن الله عند ربهم يرزقون.