عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

آفة الصحافة

 

 

 

بدأ يوم السبت الماضى 10 فبراير العيد السنوى للكرنفال الهولندى ويستمر حتى اليوم الثلاثاء ، حوالى 100 ساعة متواصلة إحتفال لمئات الآلاف يختبئون وراء أقنعة وملابس عجيبة متنوعة ذات ألوان زاهية بارقة ، منها ما هو متهالك أو مُمزق ، البعض يرتدى ملابس رجالات الدين ، وآخر من الرجال يختبئ في ثوب امرأة حامل ، وليس من المُستغرب ان ترى بعضهم " رجال ونساء " فى زي بائعات الهوى بألوان مساحيق متنافرة غطت الوجوه .

 ولا تستغرب حينما ترى "ملاك الموت" بمنجله ولباسه الأسود باحثا عن انسان يقبض روحه ، ويجد بالفعل من يشاركه تمثيل دور ازهاق الروح البشرية .

أيضاً كان المشهد يضم ارتداء البعض مختلف الملابس التقليدية من مناطق فى شبه الجزيرة العربية ، قديمها البدوية وحديثها من جلاليب بيضاء والعقال العربى بمختلف ألوانه الحمراء والسوداء . الكل يتنافس فى اظهار " ورُبما فعل " ما يخرج عن المألوف فى المُجتمع من عادات وتقاليد ، " ذلك المجتمع المفتوح أصلاً " والبعض قد يكسر المُحرمات ( الـ Tabou ) أو المسكوت عنه .

الا انه توجد بالفعل بعض المُحرمات والخطوط الحمراء التى لا يستطيع أحد تخطيها ، فلا تجد مثلاً أحد يرتدى ملابس يهودية تقليدية ، أو يتشبه بزعيم النازية الألمانى " أدولف هتلر " أو حتى يشير الى شنبه المُميز بشكل أو آخر . عدا ذلك لا يوجه أحد إنتقادات للآخر . . لا يلوم آخر أى شخص . . لا يُعاتب هذا أو ذاك أى انسان على ما يفعله علانية . . الكل يرقص ويغنى فى الشوارع على الرغم من برودة الجو التى يكاد ألا يشعُر بها رواد الكرنفال بسبب شرب الكحوليات ، أقلها البيرة وأكثرها الخمور الثقيلة ، التى تزيد من الانطلاق والتحرر من القيود .

ففي هذه الاحتفالية السنوية تزول الفوارق الطبقية والدرجات الاجتماعية ، حيث تجد عامل النظافة مثلاً الى جانب وزير أو محافظ المدينة . يصف بعض أهل هولندا الكرنفال بانه ترجمة الاحتياج للتعبير عن شخصيات أخرى وتحرر من رتاب الحياة اليومية النمطية .

ومن التقاليد ان تختار كل مدينة فى هولندا أميراً لها ، يكون له بالفعل الكلمة الفصل والحُكم أثناء أيام اقامة الكرنفال ، ولابد ان تتوافر فى الأمير عدة شروط أهمها خفة الظل وقدرته على احتساء قدر من الخمور دون ان يصل الى حد الثمالة ، ومن الممكن ان يكون الأمير ذو شأن على فى المجتمع ، وربما يكون مواطناً عادية يعمل فى مهنة متواضعة ، والكل يُطيعه ويحتكم اليه حال حدوث أى مشاكل أثناء الاحتفالات . ولا يحتفل كل الشعب الهولندى بالكرنفال ، أصحاب المذهب الكاثوليكى فقط منهم ، أما شرائح المسيحيين من مذهب البروتستانت فيعتبرونه بدعة وعبث ويرفضونها تماما .

أما الكاثوليك خاصة فى مناطق (جنوب هولندا) فهم من يتمسك بهذا التقليد الذي لا يعرف أحد جذوره بالتأكيد ، البعض يعتقد انها ربما تكون بقايا ممارسات دينية سابقة انقرضت في مضمونها ، وبقيت في أشكالها الظاهرية ،حيث عادة تبدأ الاحتفالات عشية الشروع في فترة الصيام الطويلة التي تنتهي بعد أربعين يوما مع عيد الفصح ، وكأنهم أرادوا الاستمتاع بأنفسهم قبل الصيام عن كل الشهوات ، لكن الواقع يؤكد ان الكرنفال ينتهى ولا يصوم الا قلة نادرة .