رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

وكأنى بسوريا وقد تحولت إلى ساحة صراع للنفوذ بين أمريكا وروسيا، فالتطورات الأخيرة تشى بذلك وكان أبرزها واقعة الطائرة الروسية «سوخوى 25» التى تم إسقاطها فى ريف إدلب فى الثالث من الشهر الجارى بصاروخ حرارى متطور محمول على الكتف من نوع «مان باد» أمريكى الصنع، حيث قامت جبهة النصرة بإطلاقه على الطائرة. كل المعلومات تكاد تجزم بأن أمريكا هى التى زودت مسلحى جبهة النصرة بالصواريخ المضادة للطائرات فى سوريا. وأنها تحديدا هى التى أمدت الجبهة بهذه النوعية من الصواريخ حيث إن الطائرات الروسية تتمتع بتقنيات عالية المستوى، ولا يستطيع أى تنظيم محدود فى الإمكانيات أن يسقط تلك الطائرة. الأمر الذى يفتح ملف أمريكا الحريصة على تقليص الوجود الروسى فى سوريا مقابل الإبقاء على القوات الأمريكية كى تظفر بالنفوذ الذى تتطلع إلى تثبيته.

جاءت واقعة إسقاط الطائرة الروسية فى إطار محاولة أمريكا تصعيد المواقف وتوجيه ضربة إلى روسيا التى باتت تهيمن على ساحة الأحداث. ولقد سبق لأمريكا أن قامت بتزويد جبهة النصرة وفصائل ما يسمى بالجيش السورى الحر بصواريخ «تاو» المضادة للدبابات. وهكذا تؤكد كل الشواهد حرص أمريكا على التربص بروسيا بهدف تقليص نفوذها ووجودها على الساحة السورية بعد أن باتت الداعم الأكبر للجيش العربى السورى الذى حقق إنجازات نوعية يمكن معها إنهاء الوجود الإرهابى فى ريف ادلب وريف حماة وحلب. ومن ثم تعمل أمريكا جاهدة على وقف تقدمه بعد أن استعاد قرى كثيرة ووضع يده على مواقع استراتيجية هامة. لا سيما وأن استعادته لإدلب سيعنى نهاية للمعارضة الارهابية المسلحة وتتصدرها جبهة النصرة التى تدعمها أمريكا رغم إدراجها كجماعة إرهابية.

يأتى هذا بعد محاولات أمريكا الحثيثة لمنع تقدم الجيش السورى فى إدلب وفشلها فى ذلك. ولهذا لن يكون مستبعداً قيامها بمجازفات على غرار استهدافها للطائرة الروسية، ومهاجمتها للقوات الموالية للنظام على نحو ما جرى يوم الأربعاء الماضى عندما قامت بقصف مناطق فى سوريا ليسقط نحو مائة قتيل. ولا يعرف ما المقصود بالقوات الموالية للنظام والتى يمكن أن تشير إلى القوات الموالية للحكومة السورية أو وحدات الجيش الروسى التى تدعمها والتى تصاعدت الاحتكاكات معها فى الأشهر الأخيرة فى محاولة من أمريكا لتحويل الأنظار عن هزائمها فى كل الميادين سياسية وعسكرية بعد أن خسرت الكثير من الأوراق فى البورصة السورية وبعد أن فشلت فى وضع يدها على أكثر من ربع سوريا فى محاولة منها لسد الطريق على الدب الروسى وزرع الألغام ونصب الفخاخ له.

ما يخشاه الكثيرون أن تتصاعد حدة التوتر ويحتدم الصراع بين القوتين لتصبح سوريا ضمن دائرة مشروع حرب جديدة بين موسكو وواشنطن.