رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قيل عنها منارة الفكر والتنوير وأنها نافذة العالم على مصر ونافذة مصر على العالم،فضلاً عن كونها الهرم الرابع ومجمع متكامل للعلوم والفنون والثقافة والآداب ...إنها مكتبة الإسكندرية.

 فهي ليست مكان للكتب والمراجع والدوريات العلمية فحسب، بل هي مركز للإشعاع الثقافي والعلمي والفني بحق. تجد فيها الأسرة كل ما تريد من مزارات وكتب وأنشطة وفعاليات لترتقي بمستوى الفكر البشرى وللنهوض بالمستوى الثقافي والعلمي والأدبي لكل من يزورها سواء بالتواجد داخل أروقة المكتبة أو من خلال زيارة لموقعها الإلكتروني،أو متابعة أحداثها عبر الإنترنت.

 استطاعت مكتبة الاسكندرية أن تلم شمل المصريين والعرب والغرب عبر الاتجاهات الفكرية المختلفة فمنهم الليبرالي واليساري واليميني، ومنهم كذلك نخب من المثقفين والمفكرين والإعلاميين ذوي الاتجاهات الفكرية والثقافية المتعددة وعلى مدار أربع دورات متتالية في محاولة منها لمكافحة ظاهرة العنف والتطرف، وإيمانًا منها بأهمية تأثير  القوى الناعمة على المجتمع للتصدي لظاهرة التطرف ومحاولة لخلق مناخ سلمى للتعايش ونبذ العنف والتطرف وقبول الآخر في مجتمع متكامل ومترابط.

ومن خلال متابعة الدورة الرابعة لمؤتمرات التطرف التي نظمتها المكتبة خلال الأيام الأخيرة من شهر يناير الماضي وبحضور أربعمائة مثقف ومفكر وكاتب وخبيروالمنعقد تحت عنوان "الفن والأدب في مواجهة التطرف"،لقد قررتمكتبة الإسكندريةأن يكون هذا العام هو عام الجدية في مواجهة التطرف، والعمل الحقيقي لتجديد الخطاب الديني من خلال التفاعل مع الشباب، والفئات العمرية الأصغر، والتواصل مع المؤسسات الدينية بهدف تنظيم زيارات مكثفة، فضلاً عن برامج خاصة لهم داخل المكتبة، وسائر الأماكن التابعة لها بهدف تقديم برنامج ثقافي مدروس فكريًا تنويريًا، يواجه آفة التطرف، ونشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر في المجتمع. والدليل على ذلك أن المكتبة استهلت العام الجديد بمؤتمرها السنوي الرابع في مواجهة ظاهرة التطرف وحشدت لهذا المؤتمر عدد كبير من المفكرين والمثقفين والساسة والإعلاميين والأدباء والفنانين والنقاد من مصر وبقية الدول العربية، فضلاً عن المشاركات الدولية من أجل صياغة تصور شامل ورؤية متكاملة لتفعيل دور الفن والأدب في مواجهة التطرف لأن كليهما ركيزتان أساسيتان لصناعة الحياة أما التطرف فهو مقدمة للإرهاب الذي يصنع الموت.

وقد اجمع المشاركون في الحدث أن مدينة الإسكندرية هي موطن الاستنارة ومنبع التسامح، ففيها ظهرت مجلة "الفتاة"، وجريدة "الأهرام"، ومجلة "الجامعة" التي ظهر فيها مفهوم التسامح لأول مرة على يد فرح أنطون، وظلت الإسكندرية موطن الكثير من الأعمال الأدبية التي رسخت قيم التسامح وقبول الآخر. وأكدوا على أن هذا "الخلل" المسمى بالإرهاب عمره قصير، والجرائم التي يرتكبها تؤكد على روح التحدي لدى المصريين، كما أن الكتاب والأدباء كانوا أول من تصدوا له. كما اشاروا إلىأهمية التلفزيون والمسرح والسينما في تشجيع حركة الثقافة والإبداع لدى الأجيال الجديدة، ونادوا بزيادة عدد المسارح ودور العرض وقاعات الفن والإبداع في الإسكندرية والمحافظات الأخرى. وعبر الجلسات المتوازية التي حدثت في المؤتمر عبر المحاور العدة الإعلام والقانون والأمن والمسرح والمتاحف وغيرهاأكد المشاركون على أهمية تضافر كل قطاعات المجتمع لنبذ هذه الظاهرة وتقديم الخطابات المعتدلة عبر المنابر الإعلامية الوسطية وركزوا على أهمية المحتوى وأهمية وعمق الفكر والثقافة للأفرادالمعنيين بالتأثير على المجتمع عبر المؤسسات والهيئات المختلفة.