عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

 

 

منذ عام 52 ونحن نبحث عن فريضة غائبة اسمها الأحزاب السياسية.. الضباط الأحرار قالوها زمان ولم ينفذوها ـ قالوا فى مبادئ الثورة إقامة حياة سياسية سليمة ـ ومن يومها لم نرَ الست (سليمة) حتى تاريخه.. ذهبت أنظمة وجاءت أخرى، كل نظام يتحدث عن الأحزاب ودورها، وفى كل مرة المحصلة لا شيء.

عبدالناصر أمم الحياة السياسية والسادات حولها لديكور، ومبارك جعلها بروازًا على الحائط.

الآن عاد الحديث عن الأحزاب السياسية ودورها، خاصة بعد أن استيقظنا على انتخابات رئاسية بلا أحزاب ولا شخصيات سياسية تنافس الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ما حدث منذ 52 جريمة دولة وأنظمة متعاقبة لم ترَ سوى الكرسى والمحافظة عليه، وفى المقابل مصادرة أى عمل سياسى.

والنتيجة شاهدناها جميعا بعد 25يناير.. رأينا من كانوا يعملون تحت الأرض يتصدرون المشهد.. تذكروا أبوإسماعيل ورفاقه والسلفيين وتوابعهم، والإخوان ودراويشهم.. كل هؤلاء نتيجة طبيعية قابلة للتكرار فى كل لحظة بسبب موت السياسة وفى القلب منها الأحزاب.

ليس من الإنصاف تحميل الرئيس السيسى ونظامه ـ خاصة فى ولايته الأولى ـ مسئولية إضعاف الأحزاب، ولكن من قبيل التدليس لو سكتنا على استمرار هذا الوضع الشاذ الذى يسكن مصر طوال تلك السنوات.

السيسى فى ولايته الثانية مطالب بفتح الأفق السياسى وتمكين الأحزاب من التطور والوصول للناس.

الأحزاب السياسية خاصة الوفد وبعض الأحزاب الكبيرة مكبلة ومحاصرة.. ولا يمكن القبول بأقوال بعض المنافقين ممن يتحدثون عن ضعف الأحزاب السياسية وعدم تواصلها مع الشارع بإرادتها.

الوفد مثلاً حزب له تجربة مذهلة فى الحكم قبل يوليو ويمتلك قيمًا سياسية وشخصيات كبيرة وحتى بعد 25 يناير قدم وزراء وسياسيين مشهودًا لهم بالكفاءة، ويستطيع فى انتخابات حرة أن يحصد مقاعد كثيرة بالبرلمان.

< إذا="" سألنى="" سائل="" كيف="" نمكن="" الأحزاب="">

< أقول="" ببساطة="" أولاً="" لابد="" من="" توفر="" الإرادة="" لدى="" النظام="" السياسى="" وبعدها="" تبدأ="" أول="" خطوة="" باعتماد="" نظام="" الانتخابات="" بالقائمة="" النسبية="" الكاملة="" وإلغاء="" النظام="" الفردى="" الذى="" جرف="" الحياة="" السياسية="" وقضى="" على="" الأحزاب="" ليحل="" محلها="" المال="">

الخطوة الثانية تطبيق الدستور بالسماح للحزب صاحب الأغلبية تشكيل الحكومة بعد ذلك نستطيع الحكم على الأحزاب.

لو كان هناك كيان سياسى قوى تنبثق عنه حكومة خلال السنوات الأربع الماضية لتفرغ الرئيس للعلاقات الدولية والمشروعات القومية وغيرها من المهام الجسيمة.

الآن نحن فى حاجة إلى الأحزاب السياسية الجادة أكثر من أى وقت مضى، ولا يمكن بأى حال اختصار الحياة السياسية فى شخص الرئيس مهما كانت شعبيته، بعد أربع سنوات من الآن قد لا نلتمس للرئيس القادم العذر فى غياب السياسة ووقتها ستتلاشى أى إنجازات لا تصاحبها حياة سياسية مستقيمة تقوم على التداول السلمي للسلطة، ولا تأتى من جديد بتيارات ظلامية تذهب بمصر إلى حيث لا نريد.