رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

لا يمكن أن نقبل استمرار نظام تعليمى عندنا، مع اختفاء أى نشاط مدرسى، ولقد تنبهت كل دول العالم إلى هذه الحقيقة.. بل منها ما يعطى لهذه الأنشطة الأولوية الأولى.. قبل تعليم المناهج نفسها.

وهذه الأنشطة هى التى تصنع الشخصية.. وتكشف اتجاهاتها.. وتجعل الطالب حتى وهو فى الحضانة والابتدائى يكتشف المهارات الخاصة، التى تميزه عن الآخرين.. وبلا جدال أن إهمالنا لهذه الأنشطة ـ داخل المدرسة ومن الصغر ـ وراء انتشار سلوكيات غير سوية بين التلاميذ.. بل وتعظم دور أصدقاء السوء، وتوغل التدخين والمخدرات داخل الفصول.. وكان البعض يمارسها «خوفًا» داخل دورات المياه.. فأصبحوا يمارسونها علانية.. حتى بين طالبات المدارس أيضًا.

< والبعض="" يرى="" أن="" هذه="" الأنشطة="" نوع="" من="" الترف..="" ويمكن="" الاستغناء="" عنها="" أو="" على="" الأقل="" نوفر="" ما="" ينفق="" عليها،="" حتى="" غرفة="" النشاط..="" استولوا="" عليها!!="" ونسوا="" أن="" هذه="" الأنشطة="" هى="" التى="" تبنى="" شخصية="">

وما زلت أتذكر أنواع النشاط سواء فى مدرستى الابتدائية.. أو الثانوية وكانت أمامنا فرص عديدة لنختار ما يوافق هوانا من هذه الأنشطة.. من الفلاحة إلى الرسم.. ومن الاشغال إلى التمثيل.. ومن الخطابة إلى الشعر، فضلا عن جمعيات تاريخية وجغرافية.. ورحلات، وإذاعة مدرسية.. ومن كرة القدم إلى كرة السلة والفولى بول.. وصالة الجيمنزيوم الشهيرة بكل ألعابها من المتوازيين والعقلة والحصان.. بل كانت منا الكثير من الفرق الرياضية التى تنافس غيرها فى المدن المجاورة.. إلى الكشافة والقسم المخصوص.

< وكانت="" مدرستنا="" هذه="" تتمتع="" بكل="" الملاعب="" «القانونية»="" فى="" كل="" هذه="" الألعاب..="" ولكن="" شيئًا="" فشيئًا="" أخذ="" الاهتمام="" يقل..="" إلى="" أن="" تلاشى="" تقريبًا="" واستولت="" الفصول="" الجديدة="" على="" كل="" هذه="" الملاعب..="" حتى="" الحوش="" الذى="" كنا="" نبدأ="" نشاطنا="" الدراسى="" فيه="" بتحية="" العلم="" وطوابير="" الكشف="" عن="" الاظافر="" ونظافة="" الاحذية="" اختفى="" تماما="" من="" كل="" المدارس..="" وبذلك="" دخلنا="" عصر="" «حشو»="" عقول="" التلاميذ="" بالمقررات="" فقط..="" ولن="" أنسى="" هنا="" «مكتبة="" المدرسة»="" وكيف="" كنت="" اقضى="" فيها="" مدة="" الفسحتين،="" الصغرى="" والكبرى="" أنهل="" من="" كنوزها..="" وما="" أعجز="" عن="" قراءته="" داخلها="" كنت="" أستعيره="" لأحمله="" معى..="" وهذا="" بالطبع="" غير="" حصة="" المكتبة،="" وكانت="" مرتين="">

< وأكاد="" أجزم="" أن="" انهيار="" التعليم="" عندنا="" بدأ="" عندما="" أهملنا="" حصص="" النشاط="" المدرسى..="" وكانت="" حصصًا="" للإبداع="" والانغماس="" فيما="" هو="" مضيد="" حتى="" ولو="" كانت="" مجرد="" حصة="" اشغال..="" أو="" حصة="" موسيقى="" وما="" كانت="" أعظم="" متعتنا="" ونحن="" نردد="" السلم="" الموسيقى="" أو="" نتعلم="" العزف="" على="" الكمان="" على="" يد="" مسيو="" ميشيل="" رحمه="">

والمؤكد أن اهمال حصص النشاط.. قادنا إلى إهمال كل شىء.. ويا ويله من كان يغيب عن أى حصة.. وإلى ما قبل الامتحانات بأسبوع واحد.. الآن قولوا لنا من يدخل الفصول.. بل من يذهب إلى المدرسة، بعد شهر فبراير!!