رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

صادفنى صباحاً وقد أسفرت أنيابه عن ابتسامة صفراء أكرهها وبادرنى.. يا أستاذة بتعجبنى كتاباتك بس مقالاتك الأخيرة «أبحث عن..» مش مناسبة خالص لزمنا ده.. انت بتدورى على خيال وعايشة فى عالم تانى...!

فى الواقع لم أنجح فى رسم ابتسامة مجاملة على وجهى.. ولم أجد لدى أيضاً أى رغبة فى الرد.. فأنا أعرفه جيداً.. لذا لا جدوى للحديث معه عن الأخلاق.. فهو منافق.. متسلق.. أنانى.. يأكل على كل الموائد ومستفيد من كل العهود والتقلبات.. يعتبر نفسه ناجحاً.. وينسى أن كل من حوله لا يحبونه أو يحترمونه.. ويلكون سيرته فى مجالسهم حتى وإن خاف بعضهم من نفوذه المزعوم.. فهززت رأسى ومضيت لحالى تجاهلاً..!

أيها الشيطان فى صورة إنسان.. لن أوقف ما حييت كتاباتى عن مناشدة الأخلاق والبحث عنها.. الأخلاق هى أساس بناء الأمم.. المجتمع وبناؤنا كإنسان، دونها ظهر الفساد فى البر والبحر.. وخربت مجتمعاتنا.. اقتصادنا.. علاقاتنا.. أسرنا.. وحتى صحتنا النفسية واليوم ألخص كلامى.. للبحث عن هذا الخائف..الخائف الذى يتلفت حوله قبل ارتكاب أى عمل غير أخلاقى الذى يدرك أن هناك من يراقبه.. الله.. أبحث عن الخائف من الله وليس من البشر.. الذى لا يخشى فى حق الله أو حق الناس لومة لائم.. أبحث عنه لأحبه وتحبونه معى.

الخائف من الله هو من لم يمت ضميره أو يمنحه إجازة، فكما هو الضمير منحة الله للإنسان، فإن غيابه كارثة فى الدنيا وعذاب فى الآخرة وقال سبحانه:

«وَنَفسٍ» ونفس وَمَا سَوَّاهَا, فَأَلهَمَهَا فجُورَهَا وَتَقوَاهَا, قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا, وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاها» ولا أنكر أبداً أن حياتنا مليئة بالمغريات الدنيوية والشهوات والفتن، وهنا يأتى دور الضمير والخوف من الله لينقذنا فى هذا الامتحان الصعب، لنحارب هوى النفس وإغراء الشيطان الذى يحرك فينا المصالح الشخصية والغرائز والشرور وكل الشهوات الحرام، الخوف من الله يجعلنا نتمسك بقوة الصبر وردع النفس عن الهوى، وكما نؤمن بوجود الشيطان وإغرائه لنا وقعوده لنا على الصراط المستقيم، فعلينا أن نؤمن أيضا أنه ليس للشيطان سلطان على عباد الله المخلصين، وأن الضمير الميت وحده هو الذى يجعلنا نتبع إغواء الشيطان، وقال سبحانه «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ».

عدم الخوف من الله وتجاهل رقابته لنا يجعل أياً منا فاسقاً فى سلوكه، فاسداً فى سلطته أو نفوذه، فاجراً فى خصومته.. متكاسلاً عن أداء واجبه، طماعاً لما فى يد غيره، منافقاً ومتسلقاً ليصل على أكتاف الآخرين، آكلاً للحقوق، ظالما ومكرساً للظلم، عدم الخوف من الله ينسينا أنا جميعاً فى لحظة ما سنحشر فى مساحة ضيقة مظلمة بلا مال أو بنين أو سلطان.. ليس معنا إلا عملنا.. وليس لدينا أى فرصة للاستغفار أو التوبة أو رد الحقوق ودفع الظلم.. الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. هؤلاء هم من يدمرون مجتمعنا.. يخربون حياتنا ويجعلونا نلعن الدنيا بسببهم ونلعنهم فى كل لحظة.. لو وجدتم أناساً لا يخافون الله حاربوهم.. حاصروهم اكشفوهم.. أيقظوا ضمائرهم.. ولو وجدتم من يخافون الله.. أخبرونى.. لأحبهم وتحبونهم.. يا صاحب الابتسامة الماكرة.. أنا لا أبحث عن خيال.. بل أبحث عن واقع لإنقاذنا من تهلكة الدنيا وعذاب الآخرة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد..