رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم وطن

لم أصدق ما قاله المتحدث الرسمى لوزارة التموين محمد سويد لعمرو أديب منذ أيام إلا بعد مراجعة ما قاله على المواقع الإلكترونية تعليقاً على ما قال، ولم أتخيل مسئولاً حكومياً يخرج بتصريح يؤكد دعمه المزارع البرازيلى فى نفس الوقت الذى يبحث فيه المزارع المصرى عن سجن قريب من محل إقامة أسرته لتوفير الجهد والنفقات أثناء زيارته بعد أن أغلق مزرعته وباع كل ما يملكه سداداً لديونه بسبب عناد ومحاربة الحكومة له. «سويد» قال لأديب إن الحكومة تدعم الدجاجة البرازيلى والتى يبلغ سعرها 27 جنيهاً بعشرة جنيهات ونفس الأمر لكيلو اللحم البرازيلى والذى تشتريه الحكومة بـ69 جنيهاً يتم تدعيمه بعشرة جنيهات ويعلن سيادته أن الدواجن الموجودة بالسوق لم تنته صلاحيتها بعد وأنها سليمة ومنشأها برازيلى (أفضل موطن لإنتاج الدواجن) أى أن الرجل يقدم دعماً مادياً وإعلانياً أيضاً متبرعاً بهذه الحملة من أجل عيون المربى البرازيلى ونكاية فى المربى المصرى الذى تحاربه الحكومة بكل ما تملك من حيل، فبدلاً من قيامها بتوفير أعلاف مدعمة أو زراعة الذرة الصفراء وكسب الصويا فى مصر تترك الباب لعدد قليل من المستوردين المحظوظين للقيام بهذا الدور ورفع أسعارها بصورة مبالغ فيها بتعطيش السوق وإيقاف المراكب بالغاطس والمياه الإقليمية، كما حدث للصويا منذ عدة أيام وتم رفع السعر بمعدل 1500 للطن بمجرد الإعلان عن ذلك ولم يتم حساب أحد على هذا العبث.

التموين والزراعة يتركان السماسرة الجهلاء وأصحاب الهوى يتلاعبون فى أرزاق المربين منذ سنوات عديدة ويضعون أسعاراً مخالفة للواقع ولا تناسب التكلفة من قريب أو بعيد لرفع أرصدة شركائهم التجار وخراب بيوت المربين والدليل على ذلك أن تكلفة الكيلو من الدواجن كما يؤكد الدكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجى الدواجن يصل إلى 22 جنيهاً والسماسرة يفرضون سعر 17 جنيهاً على المربين والتجار ملتزمون بتطبيق هذا السعر على المربى الذى لا يجد حيلة إلا البيع لتقليل خسائره المتمثلة فى استهلاك كميات أعلاف كبيرة أو تعرض الدواجن للنفوق، وفى نفس التوقيت الذى تعلم فيه الوزارتان أن أسعار الدواجن فى الحضيض والمعروض منها يكفى الاستهلاك يتم فتح باب الاستيراد بكميات ليس لها مثيل ويتم رفع الجمارك (30 فى المائة) عنها وفى نفس الوقت تساهم الحكومة بعشرة جنيهات (من جيبها المخروم) عن كل دجاجة تدخل مصر والنتيجة خسائر فادحة للمربين وإغلاق مزارعهم وتشريد العمالة ثم تعرض هذه الصفقات المشبوهة لانتهاء صلاحيتها ولجوء المجازر المجهولة بسحبها من الأسواق وتغيير غلافها وتقطيعها أجزاء ووضع تاريخ صلاحية جديد عليها كما أكد لنا أحد أصحاب المجازر الذى أغلق مجزره بسبب هذه الفوضى، والأمر ذاته يتكرر مع مربى عجول التسمين الذين اكتووا بنار الأعلاف والارتفاع الجنونى لأسعارها واضطروا فى الشهور الماضية إلى بيع العجول بالأسواق بـ51 جنيهاً للكيلو الذى كان يباع 60 جنيهاً أثناء عيد الأضحى وهذا الفرق يخسره المربى الذى ترك المجال وتوقف عن العمل، والحكومة تصرح على لسان (سويد) بأنها تدعم الكيلو البرازيلى بعشرة جنيهات أيضاً، فهل هذه الحكومة تعمل لصالح المربى المصرى أم تعمل ضده، وإلى متى الصمت على هذه المهازل التى ستؤدى إلى ارتفاع الأسعار فى الشهور القادمة إلى الضعف، بعد أن باع المربون قطعان الأمهات التسمين التى تنتح الدواجن البيضاء وخرجوا من الأسواق وبمجرد نفاد الدواجن المجمدة لن تجد فى السوق إلا القليل من الدواجن المحلية التى سترتفع أسعارها ارتفاعاً خيالياً وننتظر رداً حكومياً على هذه المهازل!