رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نـور

هل تتابع ما يفعله لاعبنا الدولى محمد صلاح خلال مشواره الاحترافى فى أوربا؟! هل شاهدت الفيديو الأخير الذى تم تصويره من مدرجات فريق ليفربول الإنجليزى الذى يلعب له النجم المصرى، والذى يظهر فيه صلاح ممسكاً بقميصه الأحمر،ومتجهاً ناحية المدرجات،ليمنح القميص هدية لطفل انجليزى صغير جداً فى السن،لأن صلاح لمح الطفل عقب المباراة الأخيرة، يحمل لافتة مكتوبًا عليها.. «محمد صلاح.. هل يمكننى الحصول على التيشيرت الخاص بك..أرجوك»!! نعم.. طفل إنجليزى صغير يعتبر محمد صلاح المصرى القادم من تراب الدلتا، ومن إحدى القرى الصغيرة بالغربية مثلاً أعلى، ونجماً يطال السماء، تلاحقه كاميرات التصوير، وتطارده الأندية الكبرى فى العالم! صلاح المولود فى 15 يونيو عام 1992 فى مدينة بسيون بمحافظة الغربية ،تمسك بحلمه منذ البداية مع رفاقه فى شوارع مدينته ومنها إلى دورى طلاب المدارس المصرية الشهير « بيبسى » للترويج للعلامة التجارية، واكتشاف المواهب الكُروية فى الطريق، ومنه صعد درجة على سلم النجومية حينما اكتشفه مدربه رضا الملاح لتميزه اللافت بقدمه اليسرى، فانتقل لصفوف نادى مقاولين طنطا!! وسرعان ما خطف الأنظار بشدة بمستواه الكبير لينتقل لصفوف المقاولون العرب بالقاهرة وسط معاناة كبيرة بسبب صعوبة المواصلات والمسافة الكبيرة التى كان يقطعها فى الذهاب والعودة ،وانتظار والديه له عند محطة القطار حتى ينتهى ويعود معهما لمنزله.

طيب.. هل قرأت سلسلة الحوارات التى بدأتها «المصرى اليوم» مع التاجر الشهير الحاج محمود العربى صاحب شركات العربى.. هل تابعت ما قاله... بدأت أشتغل من عمر 10 سنين.. وكنت باشترى الحاجة بـ10 وببيعها بـ11 بدايتى كانت فى حى الحسين سنة 1942 فى محل فى شارع أم الغلام كنت بابيع كل حاجة وصاحب المحل كان بيدينى 120 قرشا فى الشهر قعدت عنده 7 سنين وبعد سبع سنين مرتبى وصل 320 قرشا بعدها انطلقت للعمل فى الموسكى وقبل أن أترك عملى رحت لصاحب العمل الجديد الذى قضيت معه 15 عاما قلت له «يا حاج عبدالفتاح أنا عاوز أشتغل عندك» قالى «انت هتسيب الراجل اللى انت شغال معاه ليه» قلت له «انا بقالى 7 سنين باشتغل قطاعى أنا عاوز أشتغل جملة» قالى «بتاخد هناك كام»، قلتله « 3 جنيه و20 قرشا» قالى «ندهملك وبعد كده نزودك» قلتله أنا عاوز 4 جنيه الراجل وافقنى وأدانى الـ4 جنيهات، واشتغلت 15 سنة معه إلى أن وصل مرتبى 27 جنيها وتزوجت وأنجبت خلال تلك الفترة ثم أديت الخدمة العسكرية.. بحمد الله بدأت سنة 1964 وكان معانا عامل واحد يشتغل وتمنينا أنهم يبقوا 10 ولما بقوا عشرة تمنينا انهم يبقوا 100 واحنا سنة 2000 كان معانا 2000 عامل، وكلمة العامل بيشتغل معانا مهمة جدا لأن ما فيش حد بيشتغل عندنا قولا وفعلا هما بيعملوا معانا واحنا بنعمل معاهم عشان هدفنا واحد وإن شاء الله هيزيد كل سنة ألف واحنا فى عام 2018 بقى عندنا «٢٥ ألف» وفى 2020 هانوصل «٤٠ ألف»، المسألة مش إن الواحد يقول إن معاه فلوس.. «فلوس إيه» الشطارة أن تكون مسخر للآخرين وتوظف بشر وتفيد الناس عشان ربنا يكرمك ويعطيك الصحة ويبارك لك فى أولادك وفى صحتك وفى مالك.. الحمد لله الـ ٢٥ ألف الموجودين معانا منتقيين، إحنا بنشتغل بحب كلنا.

هل تريد معرفة الدرس الذى يجب أن نخرج به جميعاً من قصة كفاح محمود العربى، وحكاية نضال محمد صلاح؟.. الحكاية باختصار هى قيمة العمل والتى غابت عنا منذ سنوات طوال، والطموح الذى قتله الروتين، منذ قلنا عام 1952 إن الكل متساوٍ فى مصدر الدخل بغض النظر عن قيمة العمل، ولذلك تفسر بسهولة عدم ظهور نجاحات مبهرة فى الخمسينيات والستينيات، فقط ترى نتاج ما قبل هذه الفترة! والحكاية أيضاً.. هى طموح العربى وصلاح، ورغبتهما فى بيع إنتاجهما خارج البلاد، فمحمود العربى يبيع منتجات توشيبا فى مصر وافريقيا والخليج، ينتج فى مصانعه بأيدٍ مصرية ويجلب لنا عملة صعبة نادرة، ومحمد صلاح يبيع منتجه، من فنون الكره لجمهور أوربى يدفع الملايين يومياً لمشاهدة نجوم العالم على ملاعبه، وتشاء الأقدار أن يصبح محمد صلاح واحداً من أهم هذه النجوم، وهو جالب جيد للعملة الصعبة!

أهم ما يميز العربى وصلاح.. هو الدور الاجتماعى الذى لم يتوقف، ويقوم كل منهما بأدائه بانتظام، فمحمد صلاح يتولى تكاليف تطوير مستشفيات ومدارس قريته، ولا يرفض طلباً جماعياً واحداً فيه فائدة للقرية والمدينة، ويسير على نهج لاعب ليبيريا السابق النجم الشهير «جورج وايا» الذى كان ينفق لسنوات على ملاعب وفرق بلاده،أما محمود العربى فدوره الاجتماعى فى مسقط رأسه بالمنوفية واضح جداً، بل إنه قرر فتح عدة مصانع فى الصعيد لمواجهة البطالة!

النجاح ليس صدفة ولكنه كفاح ونضال وخدمة للمجتمع ورد الجميل له!

تعالوا نختتم كلماتنا بما يقوله دائما محمود العربى عن التجارة... «التاجر.. «تاء» تقوى و«الألف» أمانة، و«الجيم» جرأة، و«الراء» رحمة».

[email protected]