رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا كان الرئيس قد أنهى زيارته الأولى الى سلطنة عُمان، أمس، فأمام أجهزة الدولة المعنية أن تجعل من الزيارة باباً للانفتاح المختلف على السلطنة، وعلى عدة مستويات!

لقد كانت مسقط صاحبة مواقف «متميزة» مع القاهرة دائماً.. وحين أضع كلمة متميزة بين قوسين، أو بين هلالين، كما يقول الإخوة فى الشام، فلأننى أريد أن أقول إن التميز كان حقيقة ماثلة أمام العين، فى تلك المواقف، ولم يكن نوعاً من الكلام!

وكان وراء المواقف كلها، عقل رجل اسمه قابوس بن سعيد!

ولو أنت راجعت موقف السلطنة معنا، أيام السادات، فسوف تجد ما أقوله عن طبيعة علاقتها بنا متجسداً أمام عينيك تماماً!

وعلى مستواها المحلى.. فالذين زاروها خلال السنوات الأخيرة رأوا بأعينهم أين أصبحت، بعد أن كانوا قد رأوها من قبل أين كانت، وكان عقل قابوس هو القاسم المشترك الأعظم فى الموضوع!

ورغم أن الملفات التى يمكن أن تكون موضع انفتاح مختلف، كثيرة، إلا أن ملف التعليم الفنى على سبيل المثال، يمكن أن يحتل مكانة متقدمة فى هذا الاتجاه!

أما السبب فهو أن لدى الأشقاء العُمانيين أداءً مختلفاً فى هذا النوع من التعليم بالذات، ولا نزال نحن أحوج الناس الى استلهام الأداء العُمانى فى التعليم الفنى، بما سوف يؤدى الى نظرة أخرى الى تعليمنا الفنى، وبما سوف يؤدى الى تصدير صورة أخرى أيضاً عنه للناس.. غير أن الصورة التى نحتاج الى تصديرها لن تصل، إلا إذا كان المضمون نفسه فى التعليم الفنى فى مدارسنا قد تغير!

وربما نذكر أن مشروعاً كبيراً اسمه «مبارك - كول» كان عندنا، وهو مشروع كان بين مصر من جهة، وبين ألمانيا من جهة أخرى، أيام أن كان مبارك فى السلطة هنا، والمستشار الألمانى هيلموت كول فى السلطة هناك، وكان له هدف واحد، وكان هذا الهدف هو أن نأخذ من الخبرة الألمانية الكبيرة فى هذا النوع من التعليم، وأن نضيف الى تعليمنا الفنى فى مدارسنا!

وقد جاء وقت كان الحديث فيه عن المشروع، وعن مستقبله لدينا، وعن سقف طموحه العالى، يملأ أركان الدنيا فى الإعلام!

ثم سكت كل شيء بمجرد أن غادر مبارك القصر!

وكأن المشروع كان بينه وبين كول، ولم يكن بين دولة كبيرة اسمها مصر، ودولة كبيرة أخرى اسمها ألمانيا!

ولو أخذنا التجربة العُمانية بجد، فسوف نُعوّض ما فاتنا.. وأكثر.. والمهم أن نبدأ.. وأن يعمل الجانبان على أساس أنه مشروع بين دولتين، وليس بين شخصين، مع الاحترام الواجب طبعاً للرئيس والسلطان.