عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

في بداية السبعينيات تم افتتاح المرحلة الأولى من كوبري أكتوبر ليربط مع كوبري عباس وكوبري الجامعة وكوبري إمبابة القاهرة والجيزة وكان هناك كوبري الزمالك الذي هو تحفة معمارية وفنية طالته أيدي الفاسدين فذهب أدراج الرياح ولم تتم الاستفادة منه لا سياحياً ولا فنياً ولا ثقافياً ولا مرورياً وإنما بيع خردة في سوق المال الفاسد والروتين العفن الذي أصاب قطاعات عديدة في مصر خاصة إذا تحول المسئول إلى العناد والصمم وأحاط ذاته بمجموعة من أهل الثقة الذين يحللون ويحلون ويمررون كل ما يطيب لهم ويثبت أقدامهم على حساب الصالح العام بدعوى أنهم يفعلون ما يفيد هذا الوطن من وجهة نظرهم الخاصة وتصبح المعايير في التقييم فردية وشخصية وليست موضوعية وعامة ويسمح بالرأي والرأي الآخر، ما أدى إلى تدهور في العديد من القطاعات وتوغل الروتين والفساد وتدني الأخلاق لغياب القدوة والقيمة والمثل والنموذج... بعد قرابة النصف قرن مازلنا نعيش على كوبري أكتوبر وحجم الحركة المرورية عليه يفوق أي تخيل علمي وتهدد بالعديد من المشاكل والأزمات، حيث إن هذا الكوبري هو الوحيد الذي يعمل بكامل طاقته لربط القاهرة الكبرى بجميع مدنها الجديدة بالجيزة الكبرى بكل مدنها الجديدة أيضاً، ومن ثم فإن هذا الشريان الحيوي يصيبه الجمود والتوقف ولم يعد شريانا للمرور وإنما شريان عذاب وضياع للوقت والجهد بعد أن نسى رجال المرور تطبيق قواعد المرور وسمحوا لعربات الميكروباص والأتوبيسات والعربات السياحية أن تصعد الكوبري وأيضاً عربات النصف نقل دون أي رقابة أو سحب رخص أو منع أو تدخل، على الرغم من قانون المرور القديم والجديد... عدد الطرق والكباري الذي تم إنشاؤه في عهد الرئيس «السيسي» والهيئة الهندسية يؤكد اهتمام الرئيس بشبكة المواصلات وربط المدن الجديدة بالقاهرة والجيزة ولكن لماذا لم يتم التفكير في بناء عدة كباري موازية لهذا الكوبري الحيوي العملاق المسمى أكتوبر؟ ولماذا الإصرار على إهمال القاهرة القديمة والجيزة بكل أحيائهما التي تدهورت من غياب الصيانة ورصف الطرق حتى أن شوارع مصر الجديدة والمهندسين والزمالك والدقي والعجوزة تنافس حواري صفط اللبن وعشوائيات أرض اللواء وبولاق... على مدار عقدين وأكثر لم يتم رصف أي شوارع جانبية أو صيانة الأرصفة أو أعمدة الإنارة والسادة رؤساء الأحياء في سبات وسباق يجمعون الإتاوة من المحلات المخالفة والمقاهي السياحية التي في معظمها مخدرات ودعارة مقننة باسم السياحة المشروعة وغير المشروعة في وسط شوارع الجيزة... الاهتمام بالمدن الجديدة والعاصمة الإدارية عمل يخدم المستقبل والأجيال القادمة ولكن أليس من حق هذا الجيل التعس البائس الذي تحمل الكثير أن يعيش في مدينة عظيمة وكبيرة تسمى القاهرة الكبرى في مناخ وبيئة سليمة ومرور جيد؟... باريس ومدريد وروما مدن قديمة ولكنها أصيلة وشوارعها آدمية وحركة المرور والمواصلات بها تحترم البشر حتى وإن كانت هناك مدن جديدة وتجمعات سكنية أكثر حداثة وجديدة... هل من المنطق أن نغفل أهم كوبري في مصر ونتركه بلا صيانة أو تجديد أو تحديث أو رقابة أو تفكير في بدائل موازية كما نترك سكان مصر بالقاهرة والجيزة ليعانوا من الحالة السيئة التي وصلت اليها المرافق والنظافة والمرور في ظل مستعمرة الميكروباص الطائشة تحت مرأى ومسمع المرور والشرطة...؟!... لكل شارع عبق التاريخ ولكل مدينة جمالها وقيمتها وناسها الذين يستحقون الحياة الآن وليس الموت من أجل الغد الذي لن يعيشوه... كما بنى «السادات» كوبري أكتوبر.... لماذا لا يبنى الرئيس كوبري يونية تخليداً لعبورنا الفوضى والخراب إلى الاستقرار والأمن وديناً يوفى لجيل تحمل ومازال صعاب وطن غال وحبيب.

الأمل في غد أفضل لا يعني نسيان يوم صعيب وأمس جميل وعريق.