رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

درس أول: جاعت القطة السمينة يوماً فلم تجد أمامها سوى أولادها فأكلتهم.

درس ثان: حكى الكاتب النابه يُسرى فودة فى كتابه المُثير «فى طريق الأذى» كيف قام الأمير حمد أمير قطر السابق باستغلال سبق معلوماتى حصل عليه بشأن مُدبرى حادث 11 سبتمبر 2001 وقام بتقديم معلومات تفصيلية للمخابرات الأمريكية، ووصف جورج تينيت رئيس المخابرات الأمريكية السابق المعلومات فى مراسلات مع دوائر السياسة الأمريكية  بالمهمة، لكنه وصف الأمير القطرى الذى تطوع بتقديم المعلومات بـ «the fat fucker» وهى كلمة نابية. وقال يُسرى معلقاً إن هذا رجل يمد لهم يد المُساعدة فى قضية تمس الأمن القومى الأمريكى، ويتطوع للعمل كمخبر لديهم، ومع ذلك لا تطوله ذرة احترام واحدة. هذا رجُل يُقدم لهم المُخطِط لأكبر عملية إرهابية تستهدف الولايات المتحدة فى تاريخها، ومع ذلك لا يحرجهم أن يصفوه بتلك الصفة فى مُحادثات ومراسلات - يعلمون يقيناً - أنها قد تتسرب.

درس ثالث: مقال شهير كتبه الصديق الأستاذ أنور الهوارى فى مجلة «البداية» التى كان يصدرها حزب الوفد قبل خمسة عشر عاماً تناول علاقة أمريكا بدول العالم كان خُلاصته أن «مَن يُحالفها، ومَن يُخالفها، ومَن يُحايدها خاسر». استعان الرجل بأرشيف «الأهرام» لينقل لنا من خلال مانشيتاته كيف غدرت الولايات المتحدة بأصدقائها وكيف تحالفت مع أعدائها وكيف ربحت فى كُل حال. من السادات إلى الشاه إلى صدام وحتى أسامة بن لادن أدوا أدواراً لصالح واشنطن لم يؤدها قادة أمريكيون، ومع ذلك أعدمتهم مادياً ومعنوياً عندما انتهت فترة صلاحيتهم.

إن مشكلة الخريطة العربية - فى الماضى والحاضر - أن بعض الحُكام يحسبون أن العم سام أساس الحُكم وليس العدل كما نُردد دائماً. يتصورون أن صداقتهم المزعومة مع واشنطن تُحصّن عروشهم وهُم لا يعون أن السياسة الأمريكية قائمة على المصالح لا الصداقة ولا الدين ولا اللون ولا حتى الأيديولوجية. من أجل المصالح الأمريكية ينقلب الحليف إلى عدو، والصديق إلى خطر، والقريب إلى مُستبعد، ومَن يُتابع التقارب الإيرانى الأمريكى لآنى يعلم تماماً أن المصالح وحدها هى المُحرّك.

المتغطى بهم عار، فالعم سام لا يستر، ولا يُغنى من جوع ولا يأمن من خوف. هكذا علمنا التاريخ.

لا أكتب ذلك لنلعن أمريكا أو أن نسب ترامب أو غيره، لكن أتصور وأعتقد وأرى أنه من الضرورى أن نرسم علاقاتنا مع الأمريكيين بُناء على مصلحة مصر، وأمنها القومى، ودورها الرائد فقط، وإلا، فلا حاجة لنا فى أى علاقات. والله أعلم.

 

[email protected]