رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

لا أنزعج من حالة الحراك السياسى فى مصر هذه الأيام، ولا أخشى تنامى موجة التيار المعارض فى البلاد بأى حال.. فالمفترض أن المعارضة موجودة وقائمة، ما دام هناك نظام حكم.. كل حكومة تقابلها معارضة، وكل وزير يقابله وزير ظل.. هذا هو الأصل.. لضبط الأداء.. لكن يبقى السؤال: هل معقول أن مصر تعيش مشهداً بائساً بالفعل؟.. هل صحيح أن مصر ضاعت؟!

وفى الحقيقة، فإن ما ذكرته الحركة المدنية عن المشهد البائس، يجافى الواقع تماماً.. نعم أنا مع وجود معارضة.. فقد عشناها هنا فى الوفد أكثر من ربع قرن.. وكنا نعارض بقوة وشدة، ولكن فى إطار من الوطنية والعقل والحكمة.. ونعم أنا مع الحركة لإيجاد حراك سياسى.. لكن لست مع المزايدات.. وأخيراً لست مع المقارنة بين عصر «السيسى» وأى عصر؛ لأن الفارق شاسع!

وإذا كانت الحركة المدنية تقصد بالمشهد البائس عدم ترشح أحد أمام الرئيس، فأين كنتم مثلاً؟.. أين أنتم من الشارع السياسى؟.. لماذا لم يترشح أحد منكم؛ حتى لا يكون المشهد بائساً؟.. كيف سمحتم لأنفسكم بأن تكونوا فى مقاعد المتفرجين؟.. آدى الجمل وآدى النخلة.. عاوزين نشوف.. هل فوجئتم بالانتخابات؟.. ألم تشاركوا فى هذا «المشهد البائس»؟.. وما الذى كان يفعله الرئيس؟!

يخطئ البعض جداً إذا كان يقارن بين «مبارك» و«السيسى».. «السيسى» ليس «مبارك».. وزمن «السيسى» غير زمن «مبارك».. فـ«السيسى» يحكم بعد ثورتين طاحنتين.. ويحكم شعباً غير الشعب.. يحكم بعد انهيار الاقتصاد والأمن والخدمات.. ويحكم بعد انهيار احتياطى البنك المركزى.. فهل نتعامل على أن مصر فى ظروفها العادية.. إحقاقاً للحق، بيننا وبين بعض، هناك «مزايدات» لا مجال لها!

فعلاً، المشهد البائس أن يكون «السيسى» فى مواجهة مصطفى موسى.. هذا صحيح.. ولكن من صنع هذا المشهد؟.. قلت فى موضع آخر «يا ريتها كانت قرديحى».. معناه أن ترشح «السيسى» منفرداً كان أفضل.. وربما كان أكرم.. قد يفسرها العالم بأن الشعب لديه عرفان ولديه امتنان.. ربما كانت تُفهم الأمور هكذا.. ترشح «موسى» يعنى أن مصر عقمت من رجالها.. فأين أنتم؟!

وعلى أى حال ربما يصحح القضاء ما أفسدناه.. ربما يقبل الطعن على «موسى»، ويخرج من السباق.. سواء لأنه يفتقد شروط الصلاحية، أو لأنه لا يحمل شهادة جامعية، أو لأى اعتبار آخر.. ننتظر يوم السبت، ليقول القضاء الإدارى كلمته.. الاستبعاد هو الحل.. قد يسجلها التاريخ نوعاً من التقدير لإنجازات الرئيس.. وجود موسى فى السباق وجود وهمى بلا شك.. لا دخل لـ«السيسى» فيه أبداً!

وأخيراً أختلف مع دعوات المقاطعة تحت اسم «خليك بالبيت».. فمن ناحية؛ لأن الانتخابات بحالتها الراهنة لا تجعل لها حضوراً جماهيرياً.. ومن ناحية أخرى؛ لأن المقاطعة تعود بنا عشرات الخطوات للخلف.. نريد مشاركة واسعة.. نستعد من الآن لانتخابات 2022، وإلا سيبقى الوطن محلك سرّ!