عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

فى كل يوم يتأكد لى بما لا يدعو مجالاً للشك أن المنطقة العربية كلها كانت مستهدفة؛ وهذا ما يبدو جلياً واضحاً بعد السبع سنوات العجاف التى أعقبت ما سمى بالربيع العربي والتى حولت (ليبيا) إلى دولة فاشية، (اليمن) يموت فيه الأطفال من الجوع والأمراض؛ (سوريا) مُحطّمة و(مصر) تُعاني من الإرهاب؛ و(تونس) أكبر مزود ومورد لإرهابى «داعش». سنوات دمّرت الوطن العربي فتكلِفة «الربيع العربي» بحسب دراسة قام بها «المنتدى الاستراتيجي العربي 461 مليار دولار خسائِر البنية التحتية خسائِر أسواق الأسهُم والاستثمارات 35 ملياراً، تكلفة اللاجئين 48 ملياراً، خسائِر الناتِج المحلّي الإجمالي 289 ملياراً، عدد اللاجئين 14 مليوناً و389 ألف لاجئ، انخفاض عدد السياح بـ 103 ملايين سائِح، عدد القتلى والجرحى أكثر من مليون و400 ألف تقريباً. وتكلُفة إعادة البناء قد ترتفع إلى 300 مليار دولار، إضافةً إلى البنية التحتيّة البالغة 461 ملياراً في الدول العربية. إننا أمام خسائِر كارثية؛ وكل هذا كان من مصلحة العدو الصهيونى على طول الخط؛ فالجميع يعلم أن (إسرائيل) قامت بأوسع عمليّة ترحيل وTransfer لفلسطينيي عام 1948، وهناك كلام عن مشروع يهودية الدولة؛ لذلك يجب ترحيل وتهجير 1.300.000 فلسطيني داخل الخط الأخضر. ألم يفكر أحد عن جدوى تلك الحروب التي شُنَّت على (سوريا) لتعطيل قُدراتها وانهيار مِحوَر المُقاومة (اسم أطلقته على نفسها الدول التي تعارض السياسة الأميركية في العالم العربي وتؤيد حركات التحرر الوطني العربية. وهذا المحور مؤلف من دول هي سوريا وإيران وحركات هي حزب الله في لبنان.)؛ بل إن أحد أهمّ أهداف التدخّل الأميركي أو الصهيو- أميركي في سوريا كان القضية الفلسطينية.

أما السؤال الدائم فهو عن ما فعلته المنظمات الدولية التي تعمل في الشرق الأوسط وخاصّةً في العالم العربي؛ التى قدمت للغرب وللولايات المتحدة الأميركية وللعدو الإسرائيلي نتائِج مُبهِرة ومُهمة جداً على مُستوى العلاقة التي تُبنى اليوم على حساب القضية الفلسطينية. وللأسف بعد هذا الخريف العربى كلّ البلاد تُعاني من فقرٍ مُدقِع وتراجُع في الأداء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وفى الوقت نفسه نجد أن الدول الكُبرى تلعب على الثنائيات سواء وخاصة إذا كانت طائفية، بالإضافة إلى عودة مشروع «يينون» الذى بدأ في عام 1982، وكان مسؤولاً كبيراً في الخارجية الإسرائيلية يحلم بمشروع لتقسيم كلّ الدول العربية، وإعادة تنظيمها إلى كيانات هشّة صغيرة أكثر ليونة وغير قادرة على مواجهة (إسرائيل)؛ وتحقق هذا بعد الخريف العربى. وبالطبع الولايات المتحدة الأميركية هي المسئولة عن كلّ الخراب الحاصِل في العالم العربي. و«كونداليزا رايس» حين أتت إلى (فلسطين) المُحتلّة وتحدثت بالصوت العالي عن الشرق الأوسط الجديد كانت تعي ما تقول. بعد خطاب «كونداليزا رايس» في (فلسطين) المُحتلّة تحوّل العالم العربي إلى كُتلة من نار وحصدنا دمار سبع سنوات عجاف.