رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 ليست مفاجأة.. وليس مستغربا.. أن يخرج ما يسمى «مؤتمر الحوار الاستراتيجى الأمريكى القطري» بهذه المضامين والرسائل التى جاءت على لسان وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون.. وفى مقدمتها الرسالة حول «علاقة الدفاع» التى تجمع بين واشنطن والدوحة.. وأيضا الرسالة حول تعاون الجانبين والتزامهما بأمن المنطقة ومكافحة الإرهاب.

لكن ما نراه جديرًا بالاهتمام.. هو تعمد تيلرسون إغفال ذكر مصر وهو يتحدث عن أهمية تقليل حدة الخطاب فيما يتعلق بـ «الأزمة بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى».. فلا بد من فهم معنى ذلك ودلالته.

•• نعلم جميعًا

أن الرسالة الأولى الخاصة بعلاقة الدفاع.. موجهة بالأساس للتأكيد على ما سبق أن أبدته أمريكا من التزامها بالحماية «مدفوعة الثمن» لقطر.. التى تمثل بالنسبة للأمريكان «منجم ذهب» يغرفون منه أموالًا لا تنفد.. والأهم من ذلك أنها موطئ قدم استراتيجى بالنسبة لهم.. للتواجد فى هذه المنطقة الملتهبة على أحد ضفتى «الخليج»، حيث تقبع على الضفة الأخرى إيران «عدوها اللدود» الذى تستثمر عداوته من أجل استمرار التواجد بالقرب من مصادر البترول ومن أهم مسارات التجارة الدولية ومن حليفتها إسرائيل ومن غريميها الرئيسيين «دب روسيا» و«تنين الصين».

قطر بالنسبة للأمريكان هى قاعدة «عديد» العسكرية الضخمة التى تضم 10 آلاف عنصر من القوات الأمريكية.. فى هذا الموقع الحيوى المتستر خلف حملة وهمية تزعم الولايات المتحدة أنها تقودها ضد تنظيم «داعش» الإرهابى وغيره.

•• أما الرسالة الثانية

والمتعلقة بالتعاون الأمريكى القطرى لمكافحة الإرهاب.. فنعلم أنها مثلما أوضحنا فى السطور السابقة ليست إلا عباءة لإخفاء نشاطهما الداعم للإرهاب والتدمير فى المنطقة.. فلم يعد خافيًا أن «داعش» و«القاعدة» وأخواتهما صنيعة أمريكية.. وأن النظام القطرى هو أول من يمول ويدعم هذه التنظيمات الإرهابية.. حيث يؤمن المأوى لكبار قادتها.. ويدعم مرتزقة وميليشيات الإرهاب فى ليبيا وسوريا بالمال والسلاح والمقاتلين المأجورين.. ويمول المنصات الإعلامية لتنظيم «الإخوان المسلمين» التى يبث من خلالها سمومه ضد مصر بشكل خاص.. كما يؤوى قياداته وعناصره الهاربين من الأحكام القضائية ويحميهم من الملاحقة الأمنية.. وهو دور يؤديه طبعًا برضا أمريكا ودعمها.

•• نتذكر هنا

ما سبق وأن صرح به الرئيس الأمريكى ترامب خلال مشاركته فى قمة مكافحة الإرهاب بالرياض.. وإعلانه الصريح بأن قطر وإيران هما الداعمان الرئيسيان للإرهاب.. وأيضًا قوله إنه «لن يسمح بعد الآن بتمويل الأفكار المتطرفة».. وهى التصريحات التى سرعان ما ذابت وتبخرت بعد إبرام القطريين 5 صفقات سلاح ضخمة مع دول الغرب.. كان نصيب الولايات المتحدة منها 12 مليار دولار.

فلماذا إذن يستغرب البعض اليوم تصريحات تيلرسون؟!

•• نعود

إلى ما أشرنا إليه فى البداية من دلالة تجاهل وزير الخارجية الأمريكى لمصر كطرف فى الصراع.. وهو نراه تأكيدًا على ما تضمره واشنطن من شر تجاه مصر وقيادتها.. وهو أمر بات مؤكدًا وواضحًا فى ظل تدهور العلاقات المصرية الأمريكية بسبب موقف مصر من قضية القدس.. وتحركاتها فى مجلس الأمن والأمم المتحدة التى تسببت فى حرج كبير للإدارة الأمريكية.. وأيضًا فى ظل تهديدات واشنطن بإنزال العقاب بكل من تسبب لهم فى هذا الإحراج.

•• وهذا الشر القادم من واشنطن هو ما يجب أن تتحسب له الدبلوماسية المصرية خلال المرحلة الراهنة.