عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

مع كل تحفظي علي بعض جوانب إدارة انتخابات الرئاسة فإنني لست مؤيداً لدعوة «الحركة المدنية الديمقراطية» لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل.. مجموعة الاحزاب والتيارات والشخصيات العامة الممثلة للحركة المدنية ليست أقل سوءاً في فهمها للواقع من النظام السياسي الذي تعارضه.. هناك مشكلة قديمة عمرها من عمر الدولة المصرية الحديثة التي تشكلت ملامحها منذ عصر محمد علي وهي انفصال السلطة عن الواقع، وغياب الفكر السياسي الحقيقي عمن يحكم ومن يعارض.. وفيما يتعلق بالأحزاب والتيارات التي دعت في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، لمقاطعة الانتخابات، فالسؤال المطروح عليهم جميعاً- بأي حق وبأي صفة تدعون العامة لمقاطعة الانتخابات؟ أنا أعرف أنني لو كنت رئيساً لحزب أو تيار ولي قواعد شعبية عريضة أتواصل معها ولدي نسق من الفكر السياسي الواضح المطروح علي الناس والمقبول من فئات مختلفة- هنا لي كل الحق أن أدعو كل المنتمين لحزبي أن يقاطعوا الانتخابات.

أما وأنني أمثل نفسي وقناعاتي الشخصية ولي موقف معارض للنظام الحاكم فأمامي وسائل مختلفة أعبر من خلالها عن وجهة نظرى وموقفى دون مواربة.. كثير من الذين دعوا الناس للمقاطعة لا يعرفهم عامة الناس.. والحاصل أن قطاعاً كبيراً من الأحزاب في مصر لا يتجاوز تأثيرها عتبات مقارها والتيارات السياسية حبيسة الغرف المغلقة وأسيرة حالة نخبوية قديمة.. هناك مشكلة لدي الجميع حكومة ومعارضة أنهم يواجهون الواقع الجديد بأفكار وحلول قديمة، ما يضاعف الازمات ويجعل أعلى معدل للنمو هو معدل نمو الازمات وتراكمها.. وأتصور أن أي حزب أو تيار قبل أن يقف في وجه السلطة عليه أن يقف وسط الجماهير- ينزل للشارع ويبدأ بالأفكار الايجابية البسيطة التي تكبر كلما كبرت كتلة المؤيدين لها.. السلطة- أي سلطة- تعمل ألف حساب للفكرة المقبولة شعبياً لأنها تدرك أن غلق أبواب حزب مقبول شعبياً قد يكون أمراً ليس بالعسير ولكن سحب أفكاره من الشارع ليس أبداً بالمهمة السهلة حتى لو كانت أفكار ضد منطق التاريخ والتطور كما هو الحال مع فكر وأطروحات جماعة الاخوان المسلمين.

هناك من سيقول إن السلطة الحاكمة تضيق علي أي فكرة معارضة لتوجهاتها ومصالحها ولكن ليس في المطلق خاصة مع تعدد وسائل التواصل مع الجمهور العام من خلال وسائل لم تكن موجودة قبل عقدين من الزمن.. وأعود وأقول إن هناك معضلة قديمة في عقل السلطة وخصومها في مصر من عصر محمد علي باشا وهي أننا نلف وندور داخل دائرة ضيقة من المغالطات المتراكمة والمستقرة داخلنا جميعاً.. مثلا كلنا بلا استثناء ننادي بالحرية وندهسها عند أول اختبار أو اختيار- ننشد العدل ثم تهزمنا أهواؤنا- ندعو للمساواة ونظلم حتى أنفسنا . والتشخيص الحقيقي لأزماتنا قديمها وجديدها أننا لا نمارس السياسة باعتبارها قيمة ورأس مال تاريخيا.. للأسف نمارسها كما لو كانت مباراة كرة قدم تحسمها أقدام في الملعب تغذيها عصبيات في الشارع.