رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كانت إذاعة صوت العرب من القاهرة أكثر المنابر الإعلامية فى العالم جمهوراً ومصداقية عند كل الناطقين باللغة العربية حتى يوم 10 يونية 1967 بعد أن استيقظ العرب من غفلتهم على أسوأ هزيمة عسكرية فى العالم أو كما أطلق عليها الإعلام النكسة، والعواجيز يتذكرون أنه فى يوم 5 يونية 1967 جاء صوت المذيع المصري الأشهر أحمد سعيد عبر إذاعة صوت العرب يمهد لنصر كاسح تاريخى يقضى تماماً على إسرائيل وهللوا لأخبار إسقاط مئات الطائرات وإحراق آلاف الدبابات وأسر كل الجيش الإسرائيلى.

وكانت الحقيقة المرعبة أن إسرائيل احتلت سيناء المصرية بالكامل وهضبة الجولان السورية وتمددت 7 أضعاف مساحتها، واحتلت الضفة والقطاع والقدس بالكامل وهزمت الجيوش المصرية والسورية والأردنية والقوات العربية التى كانت تحارب معها مجتمعة هزيمة لن تتكرر لأى جيوش فى العالم.

والحقيقة أننا على موعد كل حقبة مع إعلام النكسة، ففى عام 2003 تكرر نفس سيناريو إعلام النكسة على يد وزير الإعلام العراقى سعيد الصحاف صاحب العبارة الأشهر «العلوج الأمريكان» رغم سقوط بغداد واختفاء الجيش العراقى وصدام حسين نفسه.

وكلنا نتذكر أن بوش الابن وافق بسعادة بالغة على تكريم الصحاف وسمح بخروجه إلى أبوظبى لأنه كان يستمتع بمشاهدته على التليفزيون.

إذن أصبح تاريخ الإعلام العربي سيئ السمعة فى تزييف الحقائق وخداع الناس وهذه كارثة ونكسة ووكسة كبيرة فى حد ذاتها لأن المفترض فى الدنيا كلها أن يلجأ الناس إلى الإعلام لمعرفة الحقائق ومن أجل التنوير.

وإذا استمرت حكاية عدم الثقة فى الإعلام هذه فنحن أمام كوارث جديدة ولدينا أبلغ دليل قناة الجزيرة التى كانت تتمتع بمصداقية عالية جداً لدى الشعوب العربية ومعروف دورها المشبوه فيما يسمونه ثورات الربيع العربي، فقد لعبت القناة دوراً هائلاً فى حشد الناس وتعبئة الرأي العام وحققت ما تصبو إليه أو ما يريده سادتها فى قطر أو إسرائيل أو أمريكا أو تركيا لا فرق الآن، المهم أنها نجحت نجاحاً منقطع النظير فى تزييف أو تغييب وعى الناس إلى أن أستيقظوا على حجم الكارثة التى وقعوا فيها كالعميان.

والآن هناك خطر كبير داهم يقترب بشدة لابد أن ننتبه إليه والا ستكون النتيجة مفجعة، هذا الخطر هو من يطلقون على أنفسهم صفة «السلفيين»، هؤلاء يتحدثون بالرفق واللين والمحبة، ويطلقون اللحى ويرتدون الجلباب القصير وينتشرون بين الناس كالنار فى الهشيم، خاصة فى شهر رمضان من كل عام فى الزوايا والمساجد الصغيرة والكبيرة ويبثون سمومهم فى عسل الدين، فهم يحرضون على التمييز والعداوة والبغضاء ويشحنون الناس باسم الدين ويقتربون جداً من مجلس النواب وأعينهم على السلطة، وهم أخطر من الإخوان حتى لو بدا أنهم طيبون وبتوع ربنا، فهكذا كان الإخوان احذروهم ونبهوا إلى خطورتهم ولا تسمحوا لهم باعتلاء المنابر أبداً ولابد أن يتدخل الأزهر والأوقاف بحسم لتحقيق مطالب شعب مصر بتجديد الخطاب الدينى ولابد أن تتدخل أجهزة الدولة بالكامل لمنع تمسح أى سياسي بالدين لابد من الفصل تماماً بين الدين والدولة او بين الدين والسياسة ولنطبق الدستور لا أحزاب على أساس دينى ولا شعارات دينية ولنضرب بيد من حديد على كل المدلسين المتمسحين بعباءة الدين حتى لا نجد أنفسنا أمام نكسة جديدة أفظع من نكسة يونية وأقذر من نكسة مرسي وعشيرته.

انتبهوا أيها السادة.

فكرة للتأمل

ما الفارق بين السلفي والداعشي؟

 

 

[email protected]