رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

عزيزى الغالى.. لماذا صرت نادرًا.. راحلًا إلا فى خيالى وخيال الباحثين عنك فقط..؟ فرحل معك الأمان.. الثقة.. الإنصاف.. المروءة.. كرم النفس والنبل، لماذا صرعتك الخيانة بوجهها القبيح، وحلت مكانك فى الأنفس.. العلاقات و المعاملات ، أبحث عنك أيها «الوفاء» وأحتاج إليك.. أشتاق إلى رؤيتك فى أنفس صغرت بدونك.. وهى تتخذ من الغدر والخيانة أسلوب حياة لتحقيق مصالحها وتكريس مكاسبها، أشتاق إليك والمقت يقتلنى لهؤلاء الخونة.. من طعنونى آلاف المرات وطعنوا غيرى  وتركونا ننزف مع وفائنا..

عزيزى.. المختفى.. بدونك خان الصديق.. فما عاد للطريق رفيق.. وصرت شعارًا على الميكروباصات والتكاتك «مفيش صاحب يتصاحب»،  خان الرجل.. أو المرأة.. فخربت البيوت وتفرقت الأسر وتشرد الأطفال.. وتفكك المجتمع وتعقدت الأنفس البشرية بالأمراض النفسية مع انعدام الثقة، خان المسئول مسئوليته، فانتشر الفساد والإهمال ..وصارت الرداءة عنوانًا لكل أعمالنا فى مصالحنا، خان العامل عمله أيًا كان نوعه ولم يؤدِ واجبه، فتراجع الإنتاج وخسرت المؤسسات والشركات وتعقدت مصالح المواطنين، وتراكمت علينا الديون العامة والشخصية ..وانتشر الغضب والرفض .

يا سادة.. أين نحن من الوفاء بوعودنا وعهودنا ، أين نحن من الوفاء لمن يحبوننا.. أو حتى نحبهم ، الوفاء لأصحاب الفضل علينا.. حتى لآبائنا.. أساتذتنا.. معلمينا.. لكل من مد يد العون لنا.. ولو بكلمة أو نصيحة صادقة.. كل الأديان السماوية تحض على الوفاء والإخلاص وتنفر من الغدر والخيانة، والقرآن الكريم يعظم من شأن الأوفياء، ويشدد فى النهى عن الغدر ويقبحه، ويلعن الغادرين الخونة فى أكثر من آية.

أين نحن من الوفاء.. تلك القيمة الإنسانية التى بدونها انحدرت الأخلاقيات وانتشرت الخيانة بكل فواحشها المادية والجسدية والمعنوية، وهيمن عدم الثقة ..وأصبح الشك والعداء والكراهية عنوانا  لتعاملاتنا اليومية ..الوفاء أن تفى فى أداء عملك وواجبك تجاه الآخرين على الوجه الأكمل، أن تفى بتعاليم دينك فتنفذ أوامره وتنتهى عن  نواهيه، أن تفى بالدفاع عن أرضك ومالك وعرضك وحقوقك، وألا تألو جهداً في الدفاع عنهم، أن تفى فى العلم النافع بتعليمه للناس، أن تفى لماضيك.. تراثك.. تاريخك.. لعلماء الأمة وعظمائها ، حين يعاهد الإنسان آخر على أى شيء.. فإن الله سبحانه وتعالى يشهد على عهده، ويكون  الله كفيلاً عليه بالوفاء، فكيف لهذا الإنسان أن يغدر ويخون فى صفقة تكفَّل بها الله..هل فكر فى عقاب الله.. يقول سبحانه «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ».. وما أدراك إذا لم يحب الله إنسانًا.. كيف سيأمر خلقه بعدم حبه لأنه لا يحبه.. كيف سينفر منه الخلق وينبذونه ولا يتناولون سيرته أبدا بحسنى أو طيب ، كيف سيكون فى الآخرة  عقابه بما نقض وغدر وأضر..

الخيانة ونقض العهد دليل على نقص وضعف الشخصية ، وتقود مجتمعنا مع الأسف لاهتزاز الثقة وتمزيق العلاقات، وهي من علامات النفاق، ويحزننى أن أرصد انتشار معدلات الخيانة والغدر فى مجتمعنا المتدين مقارنة بمجتمعات أوروبية عايشتها.. معظمهم لا يدينون بدين .. لكنهم لا يخونون.. لا يغدرون.. لا يكذبون إلا ما ندر، هل ننكر أن الإنسان الوفي دوما موضع الثقة بين الناس، يقبلون على معاملته، ولا يرتابون في وعده، يصدقونه ويحبونه، ويخلصون له الود، وشخصيته بينهم مرموقة، ودوما هو موضع تقديرهم واحترامهم، وكما يولد الغدر والخيانة الكراهية فى المجتمع والرغبة فى الانتقام وثأر «العين بالعين»، فإن الوفاء ينشر الحب والأمان والاستقرار.. أبحث عن الوفاء من أجلى.. من أجل بلادى.. من يجده يخبرنى.. وللحديث بقية..