رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

أثناء تجولى داخل مستشفى عام شهير وقعت عينى على سيارة ربع نقل مكتوب عليها شركة الشرق الأوسط لنقل النفايات الخطرة ومدون رقم هاتف محمول دون ذكر اية بيانات أخرى وحاولت جاهدًا أبحث عن عنوان أو مقر الشركة على جوانب السيارة فلم أجد شيئًا، كما لفت نظرى تواضع السيارة وقدمها وقامت السيارة بفتح الباب الخلفى وتم وضع أكياس حمراء بها نفايات خطرة داخلها وانصرفت السيارة إلى حال سبيلها وانصرفت أيضًا فى طريقى وأسئلة كثيرة تجول فى خاطرى عن محرقة المستشفى أين هى ولماذا لا تعمل وإذا كانت معطلة فلماذا لم يسعَ المستشفى لإصلاحها وهل المستشفى متأكد ان الشركة التى تتولى نقل النفايات تلتزم بتعاليم النقل والحرق أم أن هذه النفايات تذهب إلى طريق آخر وهل الوزارة لديها تتبع وخطوط سير لمثل هذا النوع من الشركات الخاصة أم أن الأمور متروكة للضمير وسمعة أى شركة تعمل فى هذا المجال وهل وزارة الصحة والهيئة العامة للتأمين الصحى قامتا بحصر عدد المستشفيات التى بها محارق معطلة أم لا وما هى النسبة التى على اثرها تتحرك الوزارة وتشعر ان هناك خطرا يهدد قطاع الصحة فى مصر.

حاولت أنا أبحث عن اجابات عن هذه الأسئلة ولكننى فشلت فاستعنت بصديق طبيب كان يسعى فى انشاء شركة لهذا الغرض منذ عدة سنوات وفشل بسبب العراقيل التى وجدها حينئذ.

وسألته عن النفايات الخطرة وطريقة نقلها بمعرفة الشركات الخاصة وهل هناك رقابة من قبل الوزارة أم لا، فأكد لى ان الأمر فى غاية الخطورة فى ظل اعتماد عدد كبير من المستشفيات الحكومية والعامة والتأمين الصحى والخاصة والوحدات الصحية ومستشفيات الولادة ومراكز الغسيل الكلوى المنتشرة فى انحاء الجمهورية والعيادات الخاصة على هذا النوع من الشركات التى لا تستطيع الانتشار وتغطية عشرات الآلاف من العيادات الخاصة التى تلقى مخلفاتها فى الترع والمصارف وأكوام القمامة، ولفت نظرة صديقى الطبيب لكارثة مروعة وهى ان هذا النوع من النفايات تتلهف عليه شركات تعمل فى تصنيع المنتجات البلاستيكية ولعب الأطفال وتعمل فى بئر السلم وليس عليها أى نوع من الرقابة والأغطية والقفازات وأكياس الدم وجراكن محاليل الغسيل الكلوى وخراطيم القسطرة والسرنجات هى من أهم الأشياء التى يعاد تدويرها وتصنيعها فى هذه المصانع وانها تشترى هذه المخلفات بمبالغ تفوق قيمة الحرق عشرات المرات خصوصًا إذا كانت هذه المخلفات تحتوى على زجاجات أدوية ومضادات حيوية غالية الثمن  يمكن ان تجد طريقها إلى مصانع أدوية بئر السلم أيضًا استطاعت ان تشترى ماكينة تعبئة وكبس من أى شركة أدوية تقوم بتحديث أنظمة التعبئة لديها فتلجأ لطرح الماكينات القديمة بالأسواق واستطرد صديقى فى حديثه مؤكدًا ان علب الكشرى والزبادى والملاعق البلاستيكية وغيرها من المنتجات المتداولة يمكن ان تصنع من هذه المخلفات وان الأمر يحتاج إلى الكثير من الاهتمام وإلقاء الضوء عليه لخطورة الأمر.

.. وللحديث بقية