عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

 

 

 

العالم يتحول، ينقلب، يتغير، ينطلق إلى الأحدث والأفضل والأيسر، ابتكارات بلا حدود، أفكار جديدة، وعلوم وبحوث ودراسات، واختراعات، واكتشافات فى كُل مجال، نظريات تتشكل، وأدوية تُكتشف، وعلوم تتسع، وأسلحة تُطور، أوطان تصعد سلالم العُلا، وبلدان تُغادر أزمنة التخلفة، وأنظمة تُبدل خرائط الجغرافيا.

شركة «تسلا» العالمية لتصنيع السيارات، قررت إطلاق سيارة إلى كوكب المريخ، سيتم تركيب السيارة على صاروخ رود ستر وسيتم قذفها فى فضاء مدار المريخ لتسير هُناك.

أما «جوجل» فقد أطلقت لأول مرة خدمة بيع الكُتب الصوتية عبر متجر «جوجل ستور» بتسع لغات وستبدأ التجربة فى 45 دولة، ومن أمريكا نقرأ خبر نجاح وكالة الفضاء «ناسا» بتطوير خليط معدنى يسمح بانطواء أجنحة الطائرات خلال تحليقها، وفى أطلنطا ولدت الطفلة إيما رين جيبسون من جنين تم تجميده لنحو عقدين من الزمن.

وفى كُل مكان حكاية وخبر عن عقول تفكر ونفوس تُبدع وقلوب تستعر حُبًا للتقدم وبحثًا عن الخير للبشرية.

أما فى العالم العربى فنحن مشغولون بخبر ارتداء الفنانة اللبنانية أمل حجازى للحجاب وظهورها على انستجرام به، ونتابع قصة الفنانة شيرين مع مرض الاكتئاب وذلك الدواء المصاحب لها والذى سبب لها مشكلة مؤخرًا فى مطار القاهرة، وننشغل بأسماء الفنانات والفنانين الذين حرروا توكيلات لترشيح الرئيس السيسى لولاية جديدة، ونُكرر اختلافات الفقهاء حول شعر المرأة وصوتها إن كان عورة أم لا، ونُهتم بصراع الأهلى والزمالك على ضم لاعب ما.

بعيدون بعيدون، عن العلم والعقل والحرية، شبابٌ يحسبون الدين جهلًا وشيبًا يحسبون الجهل دينًا بتعبير ابن رشد، طوائف ترى كُل مُفكر خارج الصندوق عملياً، وكُل مُصطدم مع فكر القطيع طالب شهرة، شخوص ترفض الآخر وتحتقر التعدد وتعتبر الرأى الواحد دليل قوة وسبب تقدم وتنمية، أنظمة خرِبة اعتادت التجبر على شعوبها، والخضوع والإذعان أمام أصحاب القُبعات تُسخر الدين والخرافة والفساد لحماية نفوذها.

الفكر غائب، والتدبر ممنوع، وراية الاستقرار تدفع الشعوب دفعًا أن تُطيع، وتقبل، وترضى، وتستهلك، وتنحنى، وتصفق.

العالم يمضى بسرعة الصاروخ: فى العلم، فى الصحة، فى التسلح، فى السياسة، فى الفكر، فى الاقتصاد، ونحن موقوفون فى أماكننا مُنذ استقلت بلادنا من ربقة الاستعمار، كأننا ما زلنا مُستعمرين.

هكذا كُنا فانفجر الشاعر الراحل محمد الماغوط يومًا ليقول: «كيف يسمح أى منا نحن أبناء هذا الجيل لنفسه بالنوم والاستعمار مستيقظ فى كل مكان؟ ثم نحن العرب، هل استيقظنا فى الأصل حتى ننام؟!.. إن ما نحتاجه ليس غرف نوم، بل غرف استيقاظ».

والله أعلم.

 

 

[email protected] com