رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

 

 

 

لا عليك إن قُلت لا، فالأهم من هذا أن تُجيد لُعبة الحياة؛ لأنه ورغم التشابه الكبير بين الحياة والشطرنج، إلا أن بينهما اختلافًا خطيرًا، ذلك أن هزيمتك فى معركة الشطرنج ممكن تعويضها، بينما هزيمتك فى معركة الحياة ربما تكون هى قاصمة الظهر، للأسف الحياة فى أوقات كثيرة تكون قاسية جدًّا، ولا تسمح لنا بفرصة للتعويض. 

فالحياة ماهى إلا رقعة شطرنج، تتناوب فى لونها بين الأبيض والأسود.

القانون الأول للحياة الشطرنج: هى هكذا، إما أن تلعبها بقوانينها أو فلتعلن هزيمتك.. ففى الشطرنج، ليس من حقك أن تحرك البيدق للخلف، كما لا يمكن للفيل أن يسير بشكل مستقيم، أو أن يتحرك الحصان حركة واحدة، إن الالتزام بقوانين اللعبة هو الذى يضبطها، ويُظهر المُحترف من المدّعى، لا أحد هنا يلعب بقوانينه الخاصة.. كذا هى الحياة، لا أحد يلعب بقوانينه الخاصة.

يمكن لأحدنا أن يختار خصما هيّنا عندما يلعب الشطرنج، فينتصر انتصارا هزيلا لا يرضى به غير الضعيف التافه. لكنّ اللاعب المحترف يبحث عن أشد الخصوم قوّة وأكثرهم دهاء، فيستدعى تركيزه ومهاراته ثم يجلس قبالته متحفزا ومتحديا. من وضع رقعة الشطرنج الأولى، ملك نفسه ونزواته، وضع قطعة فى الأرضية السوداء وتوأمها فى البيضاء، كان صَفِيّا للعدل فى تقسيم النشأة، نصف أبيض ونصف أسود. واضع الرقعة الأولى ترك عديد الفرص لتنتقل من الأبيض إلى الأسود أو العكس، من ولد فى الظلام يمكن أن يصبح يوما فى البياض، ولكن بشرط استعمال العقل والصبر والإرادة والواقعية، مقاربة بسيطة لحقيقة الإنسان. فى لعبة الشطرنج يوجد الملك والملكة والحصان والقلعة، المضحكات المبكيات، فى الإنسانية أيضا يوجد هذا وأكثر، ولو أن قانون الشطرنج تحيّن، لأصبح فيها لاعب رئيسى، اسمه الانسان.. يمكن أن يكون فى لحظة على رقعة بيضاء فى دور البيدق، رمشة عين تراه أصبح ملكا فى رقعة سوداء.. بأى تنازلات اختلطت الأوراق، ومن وراء «البيدق المليك» أو «الملك البديق».

قانون الشطرنج قاسٍ كقانون الحياة، لماذا خُلق ملك وتحميه ملكة، ولماذا خُلق البيدق وحيدا؟ تلك حدود من صنع رقعة الشطرنج.

مكونات الشطرنج يمكن أن تحركها أيادٍ خفية، تلك الأصنام الجامدة والراكدة تتحرك للحظات، تنظر إليك وكلها ألم عندما تخرجها من بياضها لتشوهها بسوادك لمصالحك ومصالح المملكة.. الإنسان بكل أحاسيسه وعاطفته لا يحرك ساكنا عندما يتغير الأبيض بالأسود، تراه سعيدا وبشوشا للسواد، يجزم أن فى التغيير والحركة إضافة، من يضيف لمن؟ هل السواد يشتهى البياض أم العكس؟ الإنسان يصبح لا إنسانا باسم التغيير والحركة، الشطرنج فيها الأبيض والأسود فقط، الرمادى هو داء الإنسانية.مزج الإنسان الأبيض بالأسود فكان الرمادى، وخلط بعده كل الأضواء، فغاب الأسود الداكن والأبيض الصافى.

هجينة كل تلك الأضواء والألوان، فيها دائما القليل من الأبيض والأسود، لكن وفية أكثر من الإنسان. تعيس بنى آدم، ذلك المتجرّد من الأبيض والأسود وغابت عنه كل الأضواء والألوان. تعيس من هو الجانب الخاسر على رقعة الشطرنج.