عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أستاذنا الدكتور حسين نصار نموذج فريد من العلماء، إنه عالم موسوعي، جمع في أعماله عدة مجالات، شملت دراسة: الأدب واللغة والتاريخ والموسيقى وإعجاز القرآن، إضافة إلى الترجمة وتحقيق التراث.

نشر الدكتور حسين نصار 77 كتاباً منذ عام 1949 حتى الآن، وكان نصيب التأليف 44 كتاباً، وتحقيق التراث 24 كتاباً، والترجمة 9 كتب، إضافة إلى 290 بحثاً ومقالة في العديد من الدوريات والمجلات والصحف المصرية والعربية. وهذا حسب آخر إحصائية أوردها الدكتور حسام أحمد عبدالظاهر في الببليوجرافية التي أعدها تحت إشراف الدكتور عبدالستار الحلوجي ونشرتها دار الكتب والوثائق القومية تحت عنوان «العطاء العلمي والثقافي للأستاذ الدكتور حسين» التي وزعتها الدار في الاحتفالية التي نظمتها يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 بمناسبة بلوغ أستاذنا سن التسعين. تقع الببليوجرافية في 171 صفحة من القطع المتوسط، وفيها جهد كبير للدكتور حسام عبدالظاهر، ويُحسب له أنه أنجزها في فترة قصيرة لتكون جاهزة قبل موعد الاحتفالية.

نذكر من كتب أستاذنا الدكتور حسين نصار: نشأة الكتابة الفنية في الأدب العربي، المعجم العربي: نشأته وتطوره، مصر العربية، الشعر الشعبي العربي، الثورات الشعبية في مصر الإسلامية، دراسات حول طه حسين، فواتح سور القرآن. ومن الكتب التي حققها: رحلة ابن جبير في مصر وبلاد العرب والعراق والشام وصقلية: عصر الحروب الصليبية، ولاة مصر للكندي، تاج العروس من جواهر القواميس: جـ 6 وجـ 13، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة لابن سعيد، معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية لأحمد تيمور (5 أجزاء)، ديوان ابن الرومي (6 أجزاء)، نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري: جـ 24. ومن الكتب التي ترجمها: الموسيقى والغناء في ألف ليلة وليلة لفارمر، النظرية البلشفية لهانس كلسن، أرض السحرة لبرنارد لويس.

أستاذنا الدكتور حسين نصار علم يمشي على الأرض، لا يبخل على تلاميذه أو أي شخص بمعلومة، بل إنه يستفيض في الإجابة عن أي سؤال، يمنح وقته لتلامذته دون ملل. العلاقة بين الأستاذ وطلابه تتجاوز هذا المستوى، لتكون علاقة أب بأبنائه، يطمئن عليهم بنفسه، وقد اتصل بي في إحدى المرات بعد هجوم صبيان حازم أبو إسماعيل على مقر عملي «جريدة الوفد»، وشعر بالراحة عندما اطمأن على سلامتي.

أستاذنا الدكتور حسين نصار يعشق العلم عشقا لا حدود له. عندما كنت أعد رسالة الماجستير تحت إشرافه بالاشتراك مع أستاذنا الدكتور محمد حمدي إبراهيم نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، كنت أراه في بعض المكتبات، ومنها مكتبة القاهرة الكبرى، يبحث عن الكتب ويقرأ مثل أي تلميذ من تلاميذه، وفي إحدى المرات رأيته في مخازن المكتبة المركزية القديمة لجامعة القاهرة يبحث بين تلال الكتب والمخطوطات عن مراده، إنه لا يمل من البحث والتنقيب، فالعلم مراده في كل مكان.

تنظيم الوقت من أهم أسرار نجاح أستاذنا في إنتاج الكم الغزيز والمتنوع من الكتب، وكل كتاب منها يتميز بالقيمة العالية. ويلعب نوم القيلولة دوراً في تجديد نشاط أستاذنا، وهو ما حرص عليه طوال عمره.

وأستاذنا لديه وفاء شديد لمن أخلصوا له، ولذلك لا ينسى فضل زوجته –رحمها الله- التي هيأت له الجو المناسب للبحث والكتابة، فقد ذكر في احتفالية دار الكتب أنها كانت تمنع دخول الآخرين حجرة مكتبه أثناء عمله، وبذلك وفرت له فرصة عدم المقاطعة والتفرغ لإنجاز ما بين يديه، وقد عبر أستاذنا عن تقديره لها بالإهداء الذي تصدر كتابه «في الشعر العربي»، وجاء فيه: «إلى من تحملت كثرة عزلتي، وطول صمتي، واختلاف مزاجي، أم أولادي، وجدة أحفادي، شريكة حياتي». وقد شرفت بلقاء هذه السيدة كثيراً، سواء في منزل أستاذنا أو عندما كانت تصحبه في بعض محاضراته وندواته العامة، وشرفت باستجابتها لحضور مناقشة أطروحتي للماجستير، وكانت تعاملني معاملة الوالدة لولدها، رحمها الله برحمته الواسعة وجزاها خير الجزاء، وأطال في عمر أستاذنا وأمده بالصحة والعافية ودوام الإنجاز.

[email protected]