رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بين السطور

مهنة الصحافة مهنة قاسية وشاقة، ورغم انها تجرى فى عروقنا مثل الادمان لكنها تنسيك كثيرًا من التزاماتك الأسرية حتى التزاماتك تجاه نفسك خاصة من يتابع مثلنا قضايا فساد وإرهاب بصفة يومية. فقد حدث معى كثيرًا حتى فى الأعياد لا أجد نفسى إلا فى دوامة متابعات، وقد تكون مريضًا وتضطر للخروج متحاملاً على نفسك وآلامك وتحاول ان تقوى لتحصل على أخبار للجريدة وتعود فرحًا كمن بحث لفلذات كبده عن لقمة عيش وفرح عند فوزه بالعودة لهم بالطعام.

إنها الحقيقة واستكمالًا لذلك فقد كان ذكرى يوم مولدى فى هذا الشهر وفى غمرة العمل ذكرنى احبتى بالتهنئة فى الصباح وكنا على موعد بالاحتفال به ليلا وقفزت على ذاكرتى مطلع أغنية عدت يا يوم مولدى عدت ايها الشقى. وتركت العنان لقدماى للبحث اليومى عن المزيد من الأخبار، لكن حدث ما يواجهنى فى كل مناسبة ولا استمتع بها، اقترب موعد الاحتفال البسيط بعيد ميلادى وفى طريق العودة للمنزل أخبرنى "مصدر" لى بان المحافظ الحالى للمنوفية سقط فى قبضة رجال هيئة الرقابة الادارية ثم اعقبه سقوط مسئول آخر توسط بالرشوة وهو رئيس محكمة بعد ساعة سقط موظفين كبار بالعامرية بالرشوة.

يا للهول انها ليلة تساقط الحيتان ولأن هذه القضايا وغيرها تقع فى نطاق اختصاصى فعدت للخلف دور وظللت أتابع ما حدث لكتابته وواصلت الجهات تحقيقاتها مع المتهمين لليوم الثانى، وتوجيه الاتهامات للفاسدين، وفى اليوم الثالث كانت متابعة تجديد حبسهم ومر يومان على ذكرى ميلادى ولم احتفل به فمنه لله المحافظ المتهم لو راعى ضميره ما كنت ها تابع التحقيق وكنت احتفلت مع اسرتى، وظل عقلى يردد مقولة قاسم السماوى بكسر السين «جاتنا نيلة فى حظنا الهباب»، فقد مضى عام من عمرى وازداد العمر عاما اضافيًا ليزيد لى رصيد المد العمرى.

مضت سنوات بحلوها ومرها وتركت لى ركاما من احداث لسنوات مضت ازداد دفتر أحوال عمرى تسجيل لأحداث جسام، جلست أمام نفسى أتذكر ما مضى واتفحص بالتخيل ما يمكن ان يحدث مستغلة فى ذلك خبرات سابقة من كثرة الأحداث الثقيلة التى لو وضعت على حديد لصهرته لكن الانسان عنده من الصبر والجلد ما لا يتحمله جمل أو جبل.

وفى غمرة عرض شريط الذكريات بعد استدعائه من الذاكرة، عثرت على صور حلوة وصور قاتمة وصور مرة وصور «فلو» تكاد تتلاشى بعد ان أصبحت غير واضحة تمامًا ربما عن قصد من الذاكرة بنسيانها وربما بفعل الزمن أو ربما تلاشت بسبب تراكم الأحداث فوق رأسى وتقافز الذكريات، تلك هى الحياة.. وحدووووه.

[email protected]