رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى مقال الأسبوع الماضى أشرت إلى «مراجعات» عبدالناصر لموقفه من الإعلام، وكان من نتيجة هذه «المراجعات» تحقيق القبضة الحديدية على تدفق الأخبار أو توجيه نقد لأخطاء القيادات أو للممارسات السياسية أو الإدارية.

لم أعتمد على «استنتاج» لكننى قدمت نماذج عملية خاصة بعد هزيمة 1967، من عاش هذه الفترة شاهد حلقات «رأى الشعب» وهو برنامج تليفزيونى كان يقدمه المذيع القدير طاهر أبوزيد، وفى هذا البرنامج كانت تطرح موضوعات كثيرة تتعلق بممارسات خاطئة وتدور الحوارات الجادة والصريحة بغير قيود، وفى نفس الاتجاه كانت سهير الأتربى تقدم برنامج «لو كنت المسئول» وتستضيف مسئولاً ليناقشه جمهور الحاضرين حول ممارساته وسياساته وكانت نبرة النقد ترتفع بدرجة عالية.

أما الإذاعة فقد أشرت فى مقال الأسبوع الماضى إلى قرار عبدالناصر بإطلاق إذاعة تتمتع بدرجة عالية من الحرية سواء فى بث الأخبار أو فى طرح السياسات وممارسات النظام لحوار موضوعى لا يتردد المشاركون فى هذا الحوار فى نقد ما يرونه خطأ، ويقدم الضيوف آراءهم المعارضة ورؤاهم للإصلاح بحرية كاملة.

قرر عبدالناصر إطلاق هذه الإذاعة لتكون التجربة العملية لتتحول القنوات الإذاعة الأخرى تدريجياً إلى نفس النهج.

هذه الإذاعة «الطليعة العربية» أتممنا بالفعل تسجيل برامج لأسبوع كامل استمع إليها عبدالناصر وتلقيت تشجيعاً نقله لى الأستاذ فتحى الديب الوزير للشئون العربية آنذاك الذى سبق وأبلغنى بتكليف عبدالناصر بإنشاء هذه القناة، وتم بالفعل بدء البث التجريبى على الموجة المخصصة لإذاعة الشرق الأوسط التى اقتطعنا منها ساعتين، وكنا نبث اللحن المميز لهذه الإذاعة وهو المقدمة الموسيقية لأغنية محمد عبدالوهاب «كل أخ عربى أخى» بتوزيع جديد للموسيقار أندريه رايدر.

كان مقرراً بدء البث الفعلى فى عيد الثورة يوم 23 يوليو 1967 ووقعت الهزيمة الكبرى فتوقف مشروع الإذاعة لكن العديد من البرامج التى كنا قد اعددناها ثم بثها على موجة صوت العرب ومنها «حوار مع مستمع» و«كلمة فى خبر»، أما البرنامج العام فكان نصيبه برنامج «همسة عتاب» المستمر حتى اليوم، وبرنامج «بعد التحية والسلام» للشاعر عبدالرحمن الأبنودى، وهذا البرنامج نشر الأبنودى نصوصه فى ديوان يستطيع أي إنسان أن يرجع إليه ليرى كيف كان هذا البرنامج صرخة نقد واضحة، وبرنامج «مع الجماهير» وكنت أقدمه وأتعقب فيه شكاوى المواطنين من ممارسات كبار المسئولين الخاطئة.

ولعل هذه الوقائع تثبت أن عبدالناصر أدرك أهمية الحرية فى الممارسات الإعلامية وأنه راجع سياساته فى هذا المجال وأدرك الحقيقة التى تؤكد أن «الحرية» هى مفتاح السر فى أى نجاح حقيقى للإعلام.