رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ناديت من قبل بأن نعود إلى قديمنا، حيث كانت السلطة تتداول فى بر مصر بطريقة معروفة ومحفوظة للجميع.. عندما كان للرئيس - أى رئيس - نائب ليس له أى صلاحيات سوى خلافة الرئيس إذا غاب لأى أسباب.. واليوم ونحن نرى هذا التهريج الرخيص فى حق منصب كان أهل مصر يرفعونه إلى مقام سامٍ بل إلهى أيام الفراعنة، أحدهم لم يقم بعمل واحد طوال مشوار العمر.. تحول فجأة باسم الثورة المباركة إلى زعيم، ووضع رأسه برأس الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، وهو يتعامل مع الناس على أنه الوريث الأوحد لكاريزما جمال عبدالناصر، مع أن كل أمجاده تنحصر فى الترشح ذات ثورة لم تكتمل لرئاسة الجمهورية.. وأيضاً أرى زميلاً له لم نسمع عنه من قبل ولكنه طفح على السطح، أيضاً، لنفس الأسباب وليس له سابق فضل فى أى مجال، ولكنها السبوبة والشهوة إلى الشهرة بأى ثمن، والأخ إياه استحلى الحكاية وأصبحت وظيفة - ترشح دائم - لرئاسة الجمهورية، وهى مأساة حقيقية تسبب فيها هذا الدستور الذى ابتلينا به. ومؤخراً انتقل الفيروس إلى أحد كبار الضباط السابقين، وهو الفريق سامى عنان والحق أقول إن شعب مصر بأكمله لا يحمل أى مشاعر للفريق عنان، فهو رجل لم يترك أثراً فى قلوب الشعب المصرى على عكس المشير طنطاوى الذى جمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقرر الانحياز تماماً إلى شعب مصر فى مطالبه وثورته العادلة، وهو أمر ليس بغريب على قادة الجيش المصرى العظام.. ورد الشعب بشعار قصد به الرجل الذى قادته الأقدار ليكون المشير الأخطر فى تاريخنا المعاصر عندما كتبوا على الجدران وعلى الدبابات وعلى أبواب المنازل واللافتات.. يا مشير.. يا مشير.. إحنا ولادك فى التحرير.. لم يأت ذكر السيد سامى عنان طوال الوقفات التى شهدها ميدان التحرير، ولم يلتفت أحد من أبناء مصر إلى الفريق عنان، وأنا متأكد تماماً لو أن ظروف الفريق سنحت لاستكمال مسيرته فى الترشح لرئاسة الجمهورية كان سيلقى نفس المصير الذى سبقه إليه هؤلاء السادة المستوظفون فى عملية الترشيح؛ لأن سامى عنان لم يرق مثلاً إلى قامة عبدالمنعم رياض ولا إلى تاريخ أبوشناف، ولا إلى بالتأكيد سعد الدين الشاذلى.. كان سامى عنان على رأى فريد شوقى مثل الفول النابت، أنت لا تتذكره على الإطلاق، ولا تشتاق إليه أبداً أو تهفو نفسك إليه.. ولكنه إذا حضر.. تذكرته.. وهنا أتمنى أن نعلم جميعاً أن جيش مصر ليس طرفاً فى أى خلاف سياسى، ولن يكون لأن هذا الجيش كان وسيبقى إلى الأبد هو الدرع وهو السيف الذى يحرس حدود هذا الوطن ويحفظ للمصريين كرامتهم وعزتهم وبفضل وجود جيش مصر هذا الكيان «العصى» على مؤامرات الخارج حفظ الله الكنانة ورعاها وجعلها فى مأمن من المصير الأسود الذى آلت إليه بعض الدول عزيزة المكانة على قلوب كل العرب فى سوريا وفى العراق وليبيا واليمن ولبنان، بفضل تماسك الجبهة المصرية الداخلية.. وبفضل عقيدة هذه المؤسسة العسكرية الأقدم فى تاريخ الإنسانية.. سوف تبقى مصر الوطن الآمن لكل المصريين ولكل العرب، لن يستطيع فرد مهما أوتى من مكانة أن يهدد هذا النسيج الربانى، ولن تستطيع قوة سواء مالاً أو سلاحاً أن تخترق هذه المنظومة المصرية الفريدة التى كانت ولا تزال مقبرة لكل المؤامرات، وكل الحملات المنظمة التى أرادت بمصرنا السوء.. وبالمناسبة أنا لا أكتب هذا الكلام دعماً لمرشح بعينه ولا لرئيس ترشح مرة ثانية للانتخابات.. ولكن هذا الكلام أكتبه لمصرنا المحروسة التى حرمنا منها، أسرتى بأكملها الولد الشقى السعدنى الكبير، وأمى الغالية، وشقيقتى هبة - رحمهم الله جميعاً - وبقية إخواتى خالد وأمل وحنان أدام الله بقاءهم.. أقول ذقنا الذل والهوان والمنفى فى بلاد لم تستطع أن تمنحنا أمناً ولا أماناً.. إلا فى العراق الشقيق أيام صدام حسين، رحمه الله، ونحن والحمد لله ونحن نقترب من سن المعاش بعد سنوات قليلة، لا نتمنى أن نقضى بقية العمر فى انتظار مركب سوف يغرق فى البحر قبالة إيطاليا أو ننتظر دخول واحد داعشى أو فاحشى إلى حرمة بيوتنا.

نسأل الله السلامة والأمن والأمان لهذا الوطن العزيز الغالى الذى لا تُقدر حبات رماله بكل ما على الأرض من كنوز، ولو كانت الديمقراطية هى الحرية فى تخريب هذا الوطن وتفكيك مفاصل الدولة يبقى ملعون أبو دى ديمقراطية.

مش كده.. ولا إيه.