رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

 

كان لا بد من 25 يناير.. لكي تكون 30 يونية.

عام ونصف العام بين التاريخين.. شهد فيها الوطن أحداثا كاشفة.. ومفصلية.. سيظل المؤرخون واقفين أمامها طويلا.. لتحليل وتفسير ما جرى.. بمقدماته وتفاصيله وتداعياته.

 

< ماذا="">

شباب نقي حالم طاهر.. هب مدفوعا بإرادة تحمل في ظاهرها الخير والحرية.. وفي باطنها القفز الى المجهول.. بلا مطالب واضحة أو محددة.. غير الصراخ بالألم.. خرجوا الى الميادين يهتفون بشعار مستورد من «ثورة الياسمين» التونسية :"عيش.. حرية.. كرامة انسانية».. وسرعان ما تطور الى هتاف بسقوط الحاكم بعد إنهيار أمني مفاجئ.. دُبر له في الخفاء بأيدي قوى شريرة وجدت ضالتها في هذا الحراك الشعبي النادر.. لتندفع بمعاولها وميليشياتها لتنفيذ مخططها الخبيث لاختطاف الوطن.. و"حرق الأرض" بكل من عليها وما فيها.. ابتداء بانتهاك الحدود وفتحها أمام مرتزقة الإرهاب.. ثم اقتحام وحرق وتدمير السجون وأقسام ونقاط الشرطة وكل المنشآت الأمنية.. لإغراق البلاد في الفوضى والدمار.

بينما وقف الجيش بقواته وسلاحه على الحياد.. الى أن رحل الحاكم ونظامه.. وأعلنت قيادة الجيش انحيازها للشعب.. فهتفت الميادين:"الجيش والشعب إيد واحدة».. وعاد الملايين الى بيوتهم تاركين الأمانة بين أيدي من هم قادرين وجديرين بحمايتها وحفظها.

 

<>

كانت لقوى الشر والظلام المدعومة بمخطط تآمري عالمي خبيث.. مآرب أخرى استطاعوا بالفعل أن يحققوها.. ونجحوا في فرض قوتهم وبطشهم على البلاد.. في غياب تام من كل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني التي انكشفت هشاشتها وضعفها وغيابها عن العمل الميداني والتأثير الحقيقي في الشارع.. فوقع الوطن أسيرا في «شرك المؤامرة».. وعاشت البلاد عاما حالك السواد تحت حكم تنظيم الإخوان الإرهابي.

شهدت مصر في ذلك العام الأغبر فشلا ذريع في جميع الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. والأمنية .. وحالة استقطاب حاد .. وانقسام داخل المجتمع حول مشروع اسلامي وهمي .. حيث سعي مرسي وعشيرته بكل قوتهم لأخونة الدولة .. وإشعال مشاعر الكره الطائفي وأعمال العنف التي استهدفت الكنائس .. ووصلت إلى حد ارتكاب مذابح للأقباط والشيعة وغيرهم .. واستقوت عصابات التطرف بعناصرها الذين أفرج مرسي عنهم من السجون .. فخرجوا ليستوطنوا في سيناء .. ويدينوا بالولاء لتنظيم داعش المتطرف .. سعيا إلى تكوين امارتهم الاسلامية المزعومة على جزء عزيز من أرض الوطن .. وناصبوا أجهزة الدولة وجيشها العداء .. وأعلنوا عليها الحرب التي لم تنته حتى اليوم.

 

< من="" أجل="">

كانت 30 يونية.. كان لابد للمارد المصري أن يستيقظ .. وإذا بالشعب ينتفض في أكبر مظاهرات سلمية شهدتها البشرية .. رافضا الهزيمة والاستسلام لإرادة الشيطان .. ومخيبا لكل آمال قوى الشر .. ومتصديا لمؤامرتهم التى ما كانت لتكتمل الا بسقوط مصر .. الشقيقة الكبرى لكل دول المنطقة .. في مستنقع الهزيمة والفتنة والطائفية والاحتراب.

وسخر الله لمصر رجالا حملوا أرواحهم فوق أكفهم .. واقسموا ألا يسقط الوطن أبدا في أيدي هؤلاء الخونة الباغين.. فخرج شعب مصر عن بكرة أبيه في ثورة حقيقية جارفة ضد من خدعوه باسم الدين .. وخدروه بشعارات زائفة ومخادعة .. ليجروه إلى مستنقع الخراب والتمزق.

 

<>

نقف إجلالا وإكبارا للبطل الذي تحمل مسئولية القرار .. وحمل أمانة إنفاذ إرادة الشعب .. وقاد ثورة تاريخية بيضاء  .. لانقاذ الوطن من الضياع والاختطاف .. ونجدد له العهد والتفويض من أجل إكمال المسيرة.. وجني ثمار مرحلة التنمية والبناء والإصلاح التي تحمل الشعب عناءها ومشقتها في «ملحمة وطنية» منقطعة النظير.