عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خواطر شاعر

أكتب هذا الحديث ليلاً ولكن على أضواء الشموع، وتمثلت الحكمة القديمة القائلة: «إن الحرية الحقة تكتب على أضواء الشموع».

وإذا ما عم الليل - هذه الأيام - وأرخى سدوله، بحثنا عن شعاع نور آت من قريب أو بعيد.. انتظرناه حتى مطلع الفجر الوليد.. وأشرقت الأرض بنور ربها.. وبدأت أشعة الشمس تأخذ طريقها.. هازمة جيوش الظلام، وصدق الحق سبحانه وتعالى فى أم الكتاب: «والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس».

<>

وجاء الصبح جميلاً عبقاً كما قال الشعراء «يا أيها الملاح قم شد القلوع».

<>

وعاد المصباح إلى الوجود من جديد، وبدأنا نتناجى معه سهر الليالى ونتذكر ما قيل عنه فى الزمن القديم، وإن اختلفت الرؤى وتشعبت الأفكار وهربت المعانى نحو «بئر سحيق».

والقمر «مصدر الضياء فى.. الليل البهيج.. هو إلهام الشعراء على مر السنين.. يتربع على عرشه الأبنوسى.. ونعود إليه بلغة الشعراء.. نتغزل فى معناه ونترجم كبرياءه بلغة الشعراء.. فهو معنا منذ الأبد.. (أضاء لآدم هذا الهلال) فكيف تقول الهلال الوليد.

وحيث يخيم الليل على الكون، ولا نجد القمر وقد غاب، والمصباح وقد انطفأ نوره.. نترجم فى وجداننا قصص الحب القديم لكى ينسى الإنسان رهبة الظلام.. ولكن: سجى الليل حتى هاج لى الشعر والهوى..

ما باليد إلا الليل والشعر والحب

والحديث عن الحب «نور يضيء القلوب»، «نور على نور».

<>

وإذا انطفأ النور وعمّ الظلام، ما عاد لنا إلا أن نتناجى بالقلوب الجريحة والألم المكتوم فى الصدور حكايات نتسلق بالفكر أعتابها.. ونرويها مع النفس لتنير لنا ظلمات الزمان والمكان.

قصة قديماً حفظناها وأخذنا مع ظلمة المكان وصمت الطريق المملوء اليوم بالأشواك.

<>

جاء القراء والكتاب من كل حدب وصوب فى مجلس.. الخليفة.. يتقربون إليه مادحين وقال قائل منهم تمجيداً لهذا الخليفة الهمام:

إقدام عمرو فى سماحة حاتم

فى حلم أحنف فى ذكاء إياس

فما كان من «الرأى الآخر» أن هب واقفاً مخاطباً الشاعر القائل بهذا الوصف: «ما زدت أن وصفت الخليفة بصعاليك العرب».. فما كان من الشاعر صاحب المشاعر أن رد قائلاً: «لا تنكروا ضربى له من دونه ملك فى الندا والباس فالله قد ضرب الأقل لنوره مثلاً من «الشكاه والنبراس».

وبهت القوم.. وحسن الاستدلال واضح وأيضاً «والمعنى فى بطن الشاعر».. وإن ضاع نورهم فنور الله به نهتدى.. نور على نور يهدى الله لنوره «من يشاء».. وهذا هو النور الحقيقى.. الهادى إلى الرشد.. وطريق النجاة وأقول قولى هذا.. وقد أطل النهار الوليد.. وأطفأنا الشموع.. وصدقت الحكمة القائلة:

«الله أكبر أن نور محمد

فى الورى أقوم وأقوم قيلا

ظهر الصباح إذن.. فأطفأوا القنديلا

وإنها كلمات تعبر عما يجول فى الصدور.. «وتحتاج إلى ترجمة».. والمعنى فى بطن الشاعر «وكلنا شعراء».

<>