عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

 

 

أشعل مقال لكاتب كبير بجريدة كبرى مفارقات عديدة تفشت وللأسف الشديد فى مصر عن السياسة ومفهوم العمل السياسى.. فكل من فاز فى انتخابات سابقة بمجالس الأمة أو الشعب أو الشورى هو سياسى أو أصبح كذلك!؟ بجاحة منقطعة النظير!.. لا يهم أى خلفية علمية أو ثقافية.. حتمية حضور العزاء فى القرى عمل سياسى، لا اجتماعى.. وبالمثل زيارة المستشفيات وضرورة مصاحبة المرضى إليها.. أصبح العمدة أو شيخ العزبة إذا كان طامحاً للترشح فى أحد هذه المجالس فعليه أن يعى أن هذه آليات العمل السياسى.. وفى ظل هذه الفوضى العارمة كان الموظف يحتفظ بوظيفته داخل المجلس وخارجه فى نفس الوقت!!.. ويقبض مرتبه منهما فى أحد هذه المجالس تحت بند 50% عمال وفلاحين على الأقل نجح خفير فى إحدى الجمعيات فى أحد تلك المجالس.. وبهذه الصفة كان له أن يستجوب وزير الداخلية لو أراد!..

وفى ذكاء شديد، أراد د. أسامة الغزالى حرب بأن يخرج المعنى بمقاله بأهرام 6 يونيو 2017 تحت عنوان (هل كان عبدالناصر إخوانياً) من دائرة إلى أخرى على النقيض منها تماماً!.. بأسلوب المغايرة والمفارقة والمقابلة، فالتهور والاندفاع رذيلة والشجاعة والإقدام فضيلة والبون بينهما شاسع كما بين الكرم والسفه، والبخل والحرص.. إلى آخر هذه المتضادات التى لا يجوز فيها إلباس الحق بالباطل!..

والمقال الذى كتبه د. أسامة الغزالى كان خاصاً بما أثاره أ. وحيد حامد عند كتابته الجزء الثانى من «الجماعة 2» مقرراً به أن «عبدالناصر» كان عضواً بالإخوان بين 1944 و1948.. وأنه شاهد لقطة من المسلسل تظهر اجتماعاً للضباط الأحرار مع الإخوان يرى فيها أن خطأ وحيد حامد ليس فى سلامة الوقائع التى ذكرها وإنما فى تفسيرها وفهمها!.

وأهم نقاط المقال أن د. أسامة سأل أمين هويدى الذى عينه «عبدالناصر» وزيراً للحربية عقب هزيمة 67: هل كان «عبدالناصر» ميكافيليا فرد عليه بقوله إن «عبدالناصر» يعلم ميكيافيللى كيف يكون ميكافيليا!!

ويرى د. أسامة أن مفتاح فهم شخصية «عبدالناصر» أنه كان كائناً سياسياً حتى النخاع.. غير أننى أختلف معه جذرياً حول هذه النقطة فالاحتياج ليس لمفتاح فهم الشخصية وإنما لمفتاح فهم النفسية!.. سأرد على الناصرى المحترم د. أسامة، بعدد محدد  من الحقائق الموثقة: وهل كان من باب السياسة حتى النخاع بأن يخرج صاحبنا الملهم فى جنح الظلام ليغتال رفيق سلاح يختلف عنه فى التوجه: هاكم النص كما جاء بالصفحة 124 من المرجع ليلة 23 يوليو – مقدماتها – أسرارها – أبعادها للمؤرخ أحمد عطية الله الناشر مكتبة النهضة المصرية: كل هذا كان يتردد حتى تبين من اعتراف الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر فى كتابه (فلسفة الثورة) أنه كان أحد الذين اشتركوا فى اغتيال مدير الحدود. يصف «عبدالناصر» دوره بقوله اخترنا واحداً وقلنا إنه يجب أن يزول من الطريق وكانت الخطة أن نطلق الرصاص عليه وهو عائد إلى بيته فى الليل – المقصود حسين سرى عامر.. هذا الأمر على خطورته والتى نجم عنها ضحايا أبرياء.. هل هو من باب السياسة حتى النخاع أمن باب آخر شديد القبح!!

أما أ. جمال البنا فعبر عن السمات الشخصية للملهم فيما كتبه بالمصرى اليوم الأربعاء 28/7/2010 تحت عنوان (ما الذى حدث ليلة 23 يوليو 1952؟ سرقة السلطة تحت جنح الظلام) بالنص التالى: فى هذا المناخ ظهر رجل ذكى شديد الذكاء يتملكه طموح لا حد له ولا تنقصه الجرأة والإقدام ولكن أهم من كل هذا أنه كان متآمراً بالطبيعة والفطرة كأنما لم يخلق من لحم ودم ولكن من مادة التآمر نفسها، وكان فيه كل ما يتطلبه التآمر من ذكاء ودهاء وحذر وكتمان.

على القارئ أن يراجع على الإنترنت صورة الفريق أ. حرب محمد نجيب وهو فى منصب رئيس الجمهورية كيف نزع من مكتبه بواسطة صول ومجموعة رقباء يجره بالقوة من على مكتبه والصورة نشرتها فى حينها جريدة الأخبار!!..وأخيرا وليس آخراً.. د. أسامة لقد  تزاملت طويلاً مع الكاتب الكبير الأديب ثروت أباظة وتعلم ما نشره بالأهرام تحت عنوان الفحيح عما دار بينه وبين د. طه حسين عن مجموعة 23.. فماذا وصفه... الوصف يصحح لك مفهوم السياسة حتى النخاع!!.. رحم الحق جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه كل من دفع بالحقيقة للظهور وهو من وراء القصد وهو على كل شىء قدير.