عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فيلم طلق صناعى، لماجد الكدوانى وسيد رجب وخالد دياب، فيلم محرض وساخر وصادم، وإن كان عبارة عن مجموعة مقاطع ومشاهد تركز على غياب الأمن والاستقرار والمواطنة والوطنية فى نفوس جيل بأكمله، حاول أن يلحق بركب الحلم الأمريكى والجنسية الأمريكية، سواء بالهجرة أو السفر أو التقليد أو حتى الثورة التى قامت من شرارة أطلقها طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لرفض ممارسات الشرطة، فتحولت مع دخول الإخوان المتأسلمين إلى ثورة شعب ضد نظام حكم يرائى ويداهن السلطة الأمريكية والسياسة الاستعمارية التى يسمح لها بالتدخل فى الشأن السياسى والاقتصادى، ويسمح لأمريكا بأن تفرض شكل الحكم داخل مصر بوجود جماعة إرهابية تعمل فى الخفاء وتحت غطاء أمنى، لتقسم المجتمع المصرى إلى فرق وأحزاب داخلية، ويخلق هذا الجو المتوتر المشحون الذى مازال مستمرًا بين الأطياف المصرية.. فيلم طلق صناعى للأسف جاء مخيبًا للآمال فى زرع بذرة أمل فى مستقبل أفضل للجيل الحالى، ذلك الجيل الذى عانى من التعليم والبطالة وسطوة الإعلام الغربى والثقافة الغربية الاستعمارية، والتى صدرت عدم الانتماء والوطنية، وغرست فى النفوس مبادئ مغلوطة عن الحريات المزعومة، وعن الجنة الموعودة، وعن الديمقراطية البراقة، والعدالة الواهمة، والحيادية الكاذبة التى تمارسها أمريكا والدول الأوروبية، والتى تكيل بعدة مكاييل وعدة معايير فى تعاملها مع الشرق ومع قضايا الأمة العربية أو الإفريقية أو الآسيوية.. الفيلم يناقش القضية من منظور ضيق وصغير وغير وطنى، يبرر للجميع سواء المشاهد أو الناقد أن ما يقوم به البطل حسين أو ماجد الكدوانى فى كل المحاولات غير المشروعة ليمنح أطفاله الجنسية الأمريكية حال ولادتهما فى مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة لهى محاولات وتبريرات غير منطقية ودرامية، لأنه يعلم جيدًا أنهما سوف يحصلان على الجنسية لكن دون وجود أب يرعاهما، ويقوم على تربيتهما.. فهل معنى الجنسية الأمريكية أن مشاعر الأبوة والحب قد تلاشت تمامًا أمام المصلحة والبرجماتية المادية.. فالزوجة على وشك الموت وهى تحمل توأمًا وتضعهما فى مكان غير آمن وصحى، وزوج ينزف ويحمل سلاحًا ومحاط بالشرطة والأمريكان، وصراخ جماهير تتعاطف معه بشكل غير مبرر ومنطقى، بكل الصور والأساليب الدرامية والفنية والإنسانية.. المصريون لا يساندون إرهابيًا، حتى وإن كان هدفه حصول صغاره على الجنسية الأمريكية، لأنه يعانى مشكلات مصرية جميعنا نعرفها ونتحملها ونسعى لتغييرها وإصلاحها.. الفيلم فى صراعه الدرامى المفكك قدم عدة شخصيات تريد الحصول على الجنسية بكل الطرق غير المشروعة دينيًا وقانونيًا.. مسلم يدعى أنه مسيحى مضطهد.. شاب يدعى أنه شاذ.. رجل يرتدى ملابس امرأة وشاب فاشل يزور شهادة طبيب.. الكل كاذب.. والكل مخادع والكل مزور والبطل إرهابى.. هل هذا هو الجيل الجديد؟ هل هؤلاء هم المصريون؟ ناهيك عن الشرطة وعنفها وتجاوزها وإرهابها وتعديها على المواطنين فى منازلهم وعلى المحامين وعلى المسالمين.. هل تلك هى الرسائل المراد بثها للمصريين؟ ما هى الرسالة الفنية التى يبثها العمل للجميع.. رسالة يأس وإحباط.. رسالة غضب ورفض.. رسالة ثورة وتمرد.. رسالة أن مصر ما زالت لا تعترف بأبنائها وتعاملهم معاملة المجرمين وأن مصر ليست وطنًا وأنها طاردة للجميع.

طلق صناعى فيلم بحاجة إلى تعديل مسار ليصبح ميلادا طبيعيا للأمل ولمصر التى لا بديل عنها، ومهما كتب ومهما قيل ومهما كان فهى أم الدنيا.