رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أضافتني صديقه لجروب علي "ماسينجر الفيس بوك "خاص بتنمية المهارات وتطوير الذات وإدارة الوقت، وتتمحور فكرته على إلقاء بعض المحاضرات المتنوعة بين التنمية البشرية وكيفية إدارة المشاكل والتعامل الايجابي مع الأطفال .

ولانشغالي لم أستطع متابعة كل المحاضرات،  إلا أنني فوجئت بإحدى المشاركات تحذر من اشتراك الأطفال المسلمين مع زملائهم في المدارس بتزيين شجرة الكريسماس، وتحث الأمهات علي زرع العقيدة الصحيحة في عقول الأطفال والتي تزعم، أن شجرة الكريسماس من المحرمات وأن تهنئة الاقباط بإعيادهم هو كفر بالله، وأضافت هذه المشتركة أنه في حاله عدم اقتناع الطفل بهذه المبررات، فعلي الام أن تغيبه من المدرسة في هذا اليوم حتي لا يشترك في عمل مشرك بالله، وهذا كما زعمت.

 رغم تحفظي في الدخول في أي مناقشات تمس الأديان، لأنني اعتبر أن الدين من الخصوصيات فهو علاقة خاصة بين الإنسان وربه ، والشيء الآخر لأنني اتعامل مع الأشخاص علي اعتبار انسانيتهم وليس دينهم. إلا أنني في هذا الموقف خرجت عن التزامي بالصمت ، وتحدثت قائلة "ان هذه الطريقة  في التفكير هي التي تنشأ جيلا متطرفاً بسبب تعليمات مشوهه بعيده عن الدين لان شجره الكريسماس في البيوت مثل فوانيس وزينه رمضان نجدها تزين البيوت في شهر رمضان" .واضفت قائلة: " علي فكره انا لي أصدقاء كثيرين خريجين أزهر واظن هما اعلم بالتعاليم الصحيحة للدين عندهم الشجرة في بيوتهم ".

هنا تظهر الكارثة حيث حاولت كثيرات الهجوم ، وقالت اخري " ازاي أهنئهم بشيء مخالف للدين ، والقرآن هوه اللي سماه كفر" وهي تقصد عيد الميلاد. شعرت بصدمة كسرتني داخليا ليس من هول الكلام ، لأنني اعتدت علي سماع هذه الأقاويل من شيوخ الفتنة ، لكن الصدمه من ان يخرج هذا الكلام من عقول من المفترض انها مثقفة تبحث عن تطوير الذات.

والطامه الكبري عندما خرجت إحدي المشاركات تطلب من كل عضوة أن توضح ديانتها قبل أن تتحدث ، بعدما رشحت احدي المشتركات رواية " قواعد العشق الاربعون " واتهموها انها صوفية، شعرت أنني اتعامل مع جماعات متطرفة لا يهمها اي شيء في حديث الإنسانية سواء خانة الديانة.

صدمت من هذه المجموعة لأن الوسط الذي أعيش فيه وأربي ابني عليه لا يعرف لخانه التمييز الديني مكانا،  فقط شخصيتك وانسانيتك هما الأهم.  لأن فانوس رمضان وشجرة الكريسماس متواجدين في ذات البيت كونهما من مظاهر للاحتفال ومشاركة الآخر في أعياده. فهي ليس كالتماثيل تعبد.

لم اقابل أحدا من اصدقائي في العمل إلا وقام بتهنئتي بعيد الميلاد بل كانوا يتسابقون علي الاتصال للمعايدة ، لذلك كانت صدمتي من هذا الفكر المنحرف الذي يخلق جيلا جديدا من داعش دون ان يدري . فهذه الام تخلق بداخل ابنها بذرة بأن كل من يختلف عنك فهو كافر ، ثم تتحول هذه البذره الي شجرة تنتشر اغصانها لتنقسم الي مجموعات مسلحة وأخري تنشر الأفكار السامه.

رغم قله هذه الفئه إلا أنها تمثل خطرا داهما يهدد المجتمع،لذلك أصر علي موقفي بأن التعامل مع الإرهاب لابد أن يكون بتقويم فكره ، قبل التعامل بالسلاح وتصفيه جسده ، لأن العنف يولد عنف ،والتكفير يولد تكفير ، لذلك كنت من المعارضين للأصوات التي تطالب الأزهر بتكفير داعش ، لأننا بذلك سندخل في دائرة لا نهائيه من التكفير، نحن نكفرهم ثم هم يكفرون كل مسلم معارض لهم في الفكر وقد يكفرون الازهر الذي كفرهم ،مثلما يكفرون كل شخص مختلف معهم في الدين.

في النهاية نحتاج لـ"جيش من علماء الدين" ينشر الأفكار الوسطية لمجابهة المتطرفة، عبر أساليب الحوار والحجة، إلى جانب إعلام ينشر قيم احترام الآخر وتقبل الاختلاف في الرأي، بدلا من بثه موضوعات تثير البلبلة.. إعلام يهتم بالجانب الثقافي والعلمي ويشجع المبعدين ويدعم المخترعين بدلًا من اللجوء إلى السطحية والبحث عن إبراز الألفاظ البذيئة والإيحاءات لتحقيق المشاهدات.

•