رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حضرة الوطن

 

عاصرت الرئيس جمال عبدالناصر، طفلاً، والسادات، شاباً، ومبارك، رجلاً مسئولاً عن أسرة، فلم أجد فى أى مرحلة من مراحل حكم مصر، شعباً تقبل فكرة تحريك الأسعار بصبر وثقة فى متخذ القرار كما يحدث حالياً فى عهد الرئيس السيسى، وهو يجرى عملية الإصلاح الاقتصادى، الفرق أن السيسى قام بدور الجراح الماهر الذى قال إن اقتصادكم يا مصريين فى حاجة إلى عملية جراحية عاجلة، وإلا فانتظروا النهاية، وهتشحتوا، فآمن المصريون وقالوا نتحمل، وقرروا تحدى التحدى، وعبر الرئيس عن صبر الشعب المصرى على تحمل الأعباء خلال خطابه الذى قدم فيه كشف  حساب عن سنوات حكمه الأربع، عندما قال: «الحكاية مش حكومة ولا قيادة، هى حكاية ناس، شبعت من الجوع، وشربت من العطش، وصبرت حتى عجز الصبر عن صبرها».

ثقة الشعب فى الرئيس السيسى جعلته يتخذ قرار الإصلاح الاقتصادى بلا تردد، وآثر أن يقتحم المشكلة الاقتصادية ولا يرحلها لغيره، وضحى بجزء من شعبيته فى مقابل قراره الجرئ ورفض شراء الشعبية الرخيصة، ويترك الأمراض الاقتصادية تتضخم على الأجيال القادمة، ولكنه اتخذ هذه الخطوة التى تأخرت حوالى 40 عاماً دون تردد وقال: «إن تأخر الاصلاح الاقتصادى من وجهة نظرى خيانة للأمانة وللشعب».

اقتناع المصريين بالرئيس السيسى، وتحملهم أعباء الاصلاح الاقتصادى، جعل مصر تستعيد مكانتها، ودورها الإقليمى، وأصبح قرارها مستقلاً، نابعاً من الشعب، وبدأ الاصلاح الاقتصادى يؤتى ثماره من خلال إقامة 11 ألف مشروع تنموى خلال 4 سنوات بتكلفة تريليونى جنيه ساهمت فى رسم صورة جديدة لمصر وسط منطقة تموج بالخراب والدمار، ونسب الرئيس السيسى هذه الإنجازات للشعب المصرى.

خطاب الرئيس كان كاشفاً لدرجة كبيرة لم تحدث من قبل، فأقسم بالله مرتين: إن قرار مصر مستقل 100٪، ومحدش يقدر يضغط علينا، ولا يخلينا نأخذ قرارات لا تليق بمصر وكرامتها وعزتها.

واختتم الرئيس السيسى خطابه قائلاً: «لا أسعى لتقديم كشف حساب لرئيس تنتهى مدة رئاسته، لكن أقدم صورة لوطن فى 4 سنوات» الرئيس  كان يبدو واثقاً من قدرته في التحكم فى المستقبل لتنفيذ ما وعد به، أعطى للمصريين 4 سنوات من تعب وجهد، كان قد التحدى وسيكون المصريون قدر كلمتهم ويقفون بالملايين فى طوابير الانتخابات القادمة، ليقولوا له أكمل المسيرة، لنواصل معك معركة بناء المستقبل, ونحتفل معك بانتصارنا على الإرهاب، ووأد مؤامرات الذين يحاربون التنمية باسم الدين.