عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

أن تجلس فى حضرة الرئيس، لا يفصل بينك وبينه سوى أمتار معدودات، تستمع إليه، وتشاهده بدون حواجز أو شاشات، تلمح تعبرات وجهة، وتسجل ملاحظاتك وراءه.. فهذه تجربة صحفية ثرية وفريدة.

وأول ما يشدك فى شخصية الرئيس السيسى حين يتحدث أنه رجل عف اللسان، شديد الرقى الأخلاقى، ويتمتع بإرادة مقاتل «فولاذية» لا تلين ولا تعرف المستحيل.

هذه الانطباعات الشخصية دارت فى ذهنى لدى حضورى أولى جلسات مؤتمر «حكاية وطن» مساء الأربعاء 17 يناير 2018.

وعندما ندخل إلى جوهر ما قاله الرئيس وهو يقدم كشف حساب لفترة ولايته الأولى.. فقد شرح الرئيس ما تحقق وما لم يتحقق، واعترف بتضحيات المصريين ورسم خريطة طريق للمستقبل بطموحاته وآماله. وضع الرئيس يده على الجرح وقال: لم أتردد فى اتخاذ قرار الإصلاح رغم كل التحديات التى تطالب بإرجاء ذلك إلى مرحلة تالية أو رئيس جديد.. واعتبرت أن هذا سيبقى خيانة.

واستطرد الرئيس قائلاً: يعنى لما ابقى عارف انى هاسيبها للى بعدى وتخرب.. دى تبقى خيانة.

وقال الرئيس بحسم واضح: لا تضيع معايا.. ولا مع غيرى.

كشف حساب الرئيس قدم لوحة لما تحقق فى ربوع مصر، ورسم ملامح المرحلة فى عدة محاور.

< اقتصادياً:="" انخفاض="" معدلات="" البطالة="" والتضخم="" وارتفاع="" النمو="" إلى="">

< وإقليمياً:="" عادت="" مصر="" من="" جديد="" قلباً="" نابضاً="" لأمتها="">

< وسياسياً:="" ظل="" القرار="" الوطنى="" فى="" كل="" الظروف="" مستقلاً="">

خلاصة المشهد أننا أمام عملية تجديد للدولة المصريةـ وليس عملية تسكين أو «ترقيع» لمشاكلنا المتراكمة.. ولكن يبقى السؤال الأهم: متى تبدأ مرحلة جنى الثمار؟ وكيف يشعر الناس بما يتحقق؟

أعتقد أن المرحلة القادمة تستوجب اهتماما أكبر بقضية العدالة ومكافحة الفساد، فالظلم والفساد يؤخران الشعور بأى ثمار ويفسدان أى إنجاز يتحقق. إن الأمانة تقتضى أن نقر بأن جهاز الرقابة الإدارية يوجه ضربات قاتلة لبؤر الفساد، ولكن ماذا عن أوجه الفساد الأخرى غير التقليدية؟ فالفساد لم يعد يقتصر على شكله الكلاسيكى المتمثل فى موظف مرتشٍ أخذ قرشين فى جيبه، فقد أوضح الرئيس السيسى فى حديث سابق أن سوء إدارة المرافق فساد، وسوء اختيار من يتولون المواقع يعد أيضاً فساداً لأنه يؤدى فى النهاية إلى إهدار موارد الدولة والنتيجة المتحققة واحدة. كما أن إهدار مبدأ تكافؤ الفرص والشللية والمحسوبية كل هذا يعد أنماطاً نراها للفساد.

ويرتبط بما سبق ضرورة إصلاح المشهد الصحفى والإعلامى، إذ إنه ليس معقولاً أن يبدأ الرئيس فترة ولايته الثانية بهذا المشهد الإعلامى والصحفى المهترئ الذى ينضح بأبشع صور الفساد واستغلال النفوذ وإهدار المال العام، وذبح الكفاءات وتغييب القانون وإهدار مبدأ تكافؤ الفرص. أيضاً يجب الاهتمام بملف الاصلاح الفنى والهيكلى للمؤسسات الصحفى، وهناك دراسات علمية وجهود جادة مخلصة بذلت فى هذا المجال ولا نعلم لمصلحة من يتم تجاهلها وقد بح صوتنا فى الكتابة والحديث عنها. يضاف إلى ذلك ضرورة وضع رؤية إعلامية وطنية مسئولة يتم من خلالها فض كافة أشكال الازدواج الاعلامى التى نراها والاشتباك غير المدروس مع هذا الملف الحساس، ليكون لدينا إعلام قومي يعبر عن صوت الدولة المصرية فى مجملها، وليس صوت الأذرع المتناثرة والأجنحة المتصارعة.

[email protected]