رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

المذبحة البشعة التي نفذها تنظيم داعش فى ليبيا ضد مواطنين إثيوبيين أبرياء، يجب أن نتوقف أمامها ونستغلها لتغيير خريطة العلاقات المصرية الإثيوبية من جهة، والعلاقات المصرية الإفريقية من جهة أخرى، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام من جهة ثالثة.

بداية يجب أن تعلن الحكومة المصرية إدانتها للمذبحة البشعة التي راح ضحيتها 30 مواطنا إثيوبيا ذبحا بأيدى تنظيم داعش فى ليبيا، كما يجب أن يتصل الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس وزراء إثيوبيا لتقديم واجب العزاء إلى الشعب الإثيوبي فى مصابه الكبير، ويعرض عليه فتح مطارات مصر لتوجيه ضربة جوية للتنظيم الإرهابي في ليبيا ردا على المذبحة، وطرح إمكانية مشاركة طائرات مصرية فى الضربة، إضافة إلى مد القوات الجوية الإثيوبية بمعلومات استخباراتية عن مواقع داعش فى بعض المدن الليبية، وتحديد أنسب المواقع لتوجيه الضربة الانتقامية.
مصر حكومة وشعبا يجب أن تقف بجانب الشعب الإثيوبي فى مصابه، والمفترض ان تساعد قواته المسلحة فى الانتقام من المجرمين، ونظن أن هذه الضربة سوف تفتح آفاقاً أرحب مع الشعب الإثيوبي مغلفة بالمودة والمحبة، كما أنها ستعيد لمصر دورها الرائد والإيجابي فى القارة الإفريقية، إذ تعلن مصر من خلال هذه الخطوة أنها الدرع التى تعين دول القارة في أزماتها وكوارثها.
إضافة إلى ما سبق سوف تؤكد مصر بهذه الخطوة رؤيتها المتسامحة للآخر، وأنها تنظر لأتباع الديانات الأخرى باعتبارهم مواطنين وليس عدواً كافراً يجب إرغامه على إشهار إسلامه أو دفعه الجزية أو قتله حسب المفهوم الذي تصدره داعش والقاعدة والتيار السلفي وغيرها من الجماعات المتطرفة.
على الحكومة المصرية أن تفكر بشكل جاد فى هذه الفرصة، وتحاول بقدر المتاح الاستفادة منها سياسيا وثقافيا واقتصاديا، ونعتقد أن أية خطوة ايجابية تخطوها مصر فى هذا الشأن سوف تغير فى خريطة العلاقات بين الشعبين المصري والإثيوبي، ناهيك عن العلاقات المصرية الإفريقية، حيث ستثمن البلدان الإفريقية شهامة مصر وموقفها النبيل من مصاب الشعب الإثيوبي، وأغلب الظن أن هذا الموقف سوف يعود بشكل إيجابي على اتفاقية مياه النيل وأزمة سد النهضة، هذا بخلاف دور مصر فى المنظمة الإفريقية.
ولا يجب أن ننسى أن هذه الخطوة سوف تؤكد للعالم أن ما تقوم به داعش من مذابح ليس من الإسلام في شيء، وبل مجرد جرائم يجب معاقبتها عليه، كما يجب أن يتكاتف العالم أجمع لمحاربة هذا التنظيم فى ليبيا وفى سوريا والعراق وفى شمال سيناء.

[email protected]